12 janv. 2013

الشيخ ابو يعقوب يوسف الامغاري دفين اسول


تمهــيد:

تعرف منطقة "بُويْعْقُوبْ" في أعالي غريس تعدد أنماط المعمار الديني والطقوسي والمتمثل أساسا في المساجد والزوايا والأضرحة والمزارات. ويحتل المعمار مكانة مؤثرة ومركزية بالنسبة لمجموعة كبيرة من سكان المنطقة إن على مستوى التعبد أو ممارسة بعض الطقوس بحكم الاعتماد الكبير للساكنة على المزارات والأضرحة في الاستشفاء والتبرك وطلب قضاء الحاجة.
ويتكون "نسيج" المزارات والأضرحة في منطقة بُويْعْقُوبْ من:
_ سِيدِي أَبُو يَعْقُوبْ يوسف وسِيدِي وَيْلِّيدْ بِأَسُولْ،
_ سِيدِي مُولَايْ نَايْتْ اعْمْرْ، سِيدِي الْحَاجْ أُيُوسْفْ، سِيدِي بُووْزْكَّارْ، وسِيدِي عْبْدْ الرَّحْمَانْ نَايْتْ إِيكُو بقصر أَكُورَايْ،
_ سِيدِي امْحْمْدْ أُيُوسْفْ بقصر أَيْتْ سِيدِيمْحْ،
_ إِمَّا حْكَّى عْلِي فِي أَمُوكْرْ...
تضاف إليها عدد من الأمكنة التي تحظى بتقديس خاص، وتتواجد في مناطق مختلفة في منطقة بُويْعْقُوبْ ومنها:
_ مقبرة تِمْجْغَاتِينْ
_ غْجْظْطْ
_ قنطرة إِمِيضْرْ
_ قنطرة أَغْبَالُو...
وكل مزار أو ضريح أو ولي يستعمل من طرف الساكنة كمكان للاستشفاء أو التبرك أو الحسم في خصومة (أداء اليمين، التحكيم في نزاع...) أو طلب قضاء حاجة (رزق، خصوبة وفك عقدة العاقر، ولد، تسديد دين، نجاح الأعمال والتجارة، طرد النحس والعكس، زواج، نزول الغيث واختفاء القحط...).
والقاسم المشترك بين جميع هاته الأضرحة والمزارات هو غياب المعلومات الكافية عن أصحابها، وجهل الساكنة لأغلب تفاصيل وجودها وتطورها في المنطقة.
ويبقى لأبي يعقوب موقع خاص وشهرة تتعدى الحدود الجغرافية للمنطقة لتصل إلى قبائل أيت مرغاد، أيت عطا، أيت حديدو، أيت يحيى، أيت ازدك، أيت عياش، اشقرن، زيان...، لذلك سنحاول التعريف به بناء على المعطيات والروايات المتوفرة.
فمنذ نعومة أظفارنا، وعند اقتراب شهر شعبان من كل سنة، نسمع الكثير عن أبي يعقوب يوسف، الذي يوجد ضريحه بقصر المصلى بأَسُول[1]، حيث يكثر الحديث عنه وتتكثف الاستعدادات للاحتفال بموسمه. ومع تقدمنا في السن والدراسة بدأت الأسئلة تتكاثر وتتناثر: من يكون أبو يعقوب يوسف: أصله، عصره، تاريخ ميلاده، تاريخ وفاته، تركته، أبناؤه...
أسئلة تتعمق يوما بعد يوم، وتتعقد وتوقد بصراع شرس بين أهالي المنطقة الذي يجد أساسه المادي في الأرض والماء والكلأ وعائدات الزاوية من الصدقات والهبات، كما هو الحال في العديد من المناطق والدول.
لكن كل الأسئلة كانت تصطدم بشح كبير للمعلومات وندرة الأجوبة إن لم نقل انعدامها، بالإضافة إلى غياب مراجع وكتب خاصة بالزاوية عكس مجموعة من الزوايا التي تتوفر على مكتبات خاصة.
وتبقى الروايات الشفهية وبعض الآثار الصامدة في وجه الزمن والطبيعة، الجواب الوحيد عن هذا الشيخ الذي لا جواب مقنع ونهائي عن حقبته التاريخية ميلادا ووفاة. ومن هاته الآثار حذوة فرس تتواجد فوق صخرة في الطريق الجبلي إلى كلميمة والتي تقول الساكنة إن الشيخ فر من أعداء الإسلام وسلك تلك الطريق الوعرة ممتطيا فرسه.
وفي منطقة أخرى قرب قصر أَكُورَاي[2]، توجد حفرة على شكل ركبة ناقة، تقول الساكنة إنها ناقة الشيخ أبي يعقوب التي كان يمتطيها قادما إلى المنطقة. وبعد أن أصابها العياء، التصقت ركبتها بالصخرة، فأمرها الشيخ بمواصلة المسير حتى أسول.
  إن هذا التناقض بين المعطيات هو الغالب على الروايات الشفوية والذاكرة الجماعية في ظل غياب/تغييب وثائق مكتوبة لاعتبارات عديدة، وكذا على كل ما يتعلق بهذا الشيخ، والذي يقول عنه سكان المنطقة إنه من الشرفاء آل البيت، قدم من الينبوع في الجزيرة العربية بعد أن تراءت له رؤيا تأمره بالرحيل إلى المغرب ومنطقة أسول على وجه الخصوص.
إن الهدف من الكتاب هو محاولة استكشاف حياة الشيخ أبي يعقوب يوسف عبر استقراء وتنقيح الروايات الشفوية، وكذا استجماع المعلومات المتناثرة في الكتب ومقاربتها بوقائع وكتب تاريخية في محاولة جادة لتكوين فكرة محددة ومتكاملة عن هذا الشيخ من حيث الأصل والتاريخ. في حين نخصص حديثنا عن دور الزاوية الديني، السياسي، التربوي، الاقتصادي، وكذا نفوذها وكل ما يتعلق بأبناء الشيخ أبي يعقوب يوسف وانتشارهم... لمحاولة قادمة في كتاب آخر.


[1] أسول قرية مغربية بإقليم الراشيدية (تنغير في التقسيم الإداري الجديد)، تقع في الحافة الجنوبية لجبال الأطلس المتوسط تقع على ضفاف واد غريس. وهي تقع بين قيادتي  آيت هاني وأملاكو.
[2] قرية صغيرة على بعد خمس (5) كلم من أسول،

62 commentaires:

  1. مظاهر الاحتفال بموسم أبي يعقوب يوسف

    تحتفل بلدة أسول بموسم الشيخ أبي يعقوب يوسف لمدة ثلاثة أيام، وذلك أيام 15 - 16 و17 شعبان من كل سنة. حيث يحضره سكان المنطقة، بالإضافة إلى القبائل المجاورة: أيت مرغاد، أيت حديدو، أيت ازدك، أيت عياش، أيت يحيى... وكذا التجار من مختلف مناطق المغرب، وذلك نظرا لصبغته الدينية والتجارية. حيث تتم قراءة القرآن والأمداح النبوية والابتهالات والصلوات في الزاوية، في مقابل نشاط تجاري منقطع النظير[1] تعرض فيه مختلف السلع من المأكولات، إلى الملابس، إلى الأثاث، الدواب والماشية، أدوات الحرث والحصاد،...، كما كان ضريح أبي يعقوب مجالا لأداء اليمين الجماعي لبعض المخالفات كالقتل والسرقة[2].
    ونظرا للحضور الكثيف والمتنوع للسلع والبضائع، فالأسر غالبا ما تؤجل اقتناء مشترياتها وحاجياتها طيل السنة في انتظار حلول الموسم الذي يوفر إمكانيات الاقتصاد في التكلفة وكذا الإطلاع على عروض ومواد لم تكن متوفرة في الأسواق المحلية والمجاورة[3].
    ويمر الاستعداد والاحتفال بموسم أبي يعقوب بعدة مراحل نجملها في ما يلي:

    1- جمع الحطب للشيخ (أََسْ نُمْرْدُولْ أو أَزْدَّامْ نْ الشِّيخْ): غالبا ما يتم في شهر مارس من كل سنة، حيث تتوجه النساء والفتيات إلى الجبال المجاورة قصد الحصول على الحطب. وبعد عودتهن، يستقبلن بالتمر والحليب.
    2- تنقية الحبوب (أَفْرّْنْ نْ الشِّيخْ): تقوم النساء خلاله، في مقر الزاوية، بتنقية الحبوب وهن يرددن أمداحا وأشعارا دينية، ثم يقمن بطحنها بطريقة تقليدية وفي أجواء احتفالية وذلك استعدادا لقدوم الموسم. وتتم عملية التنقية في الاثنين الأول من شهر شعبان.
    3- الكسكسة (أَفْتَّالْ): أي فتل الطحين وتحويله إلى حبات دقيقة تنضج على البخار. وتتم هاته العملية في يوم الخميس الأول من شهر شعبان.
    4- غسل الستائر (تَارْدَا نْ الشِّيخْ) وكساء الضريح: عندما تتبقى ثلاثة أيام لافتتاح الموسم، يشرع سكان البلدة في تنظيف الضريح وإزالة الأثواب الموضوعة فوق القبور لغسلها. وهكذا يتجه المتطوعون إلى "أَنْغْرَارَامْ"[4] حيث يوجد الماء، منشدين أمداحا نبوية كما يقومون بالثناء على روح الولي أبي يعقوب. وبعد وصولهم إلى عين المكان، يقومون بغسل الستائر (أغطية، أقمشة، أثواب...) ونشرها تحت أشعة الشمس حتى تجف ثم يجمعونها ويعودون بها إلى الزاوية[5].

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. لقد كتب عمنا الولي الصالح والعالم الواضح سيدي عبد الله بن عبد الله واعمر المدغري عن نسب الولي الصالح ابو يعقوب دفين اسول واوضح نسبه مند اكثر من 4 قرون ومن يهمه الامر الاطلاع على تحفة المحبوب في مناقب ابي يعقوب
      و السلام
      حمداوي سيدي محمد

      Supprimer
  2. ثم بعد ذلك، تأتي عملية كساء الضريح، يقوم بها مجموعة من شيوخ البلدة، يحضرون في أمسية الخامس عشر من شعبان إلى الضريح ويقومون بقراءة القرآن وترديد الأمداح النبوية على قبر أبي يعقوب وقبور أبنائه إلى ساعة متأخرة من الليل.
    5- حناء الشيخ ( إِغْمِي نْ الشِّيخْ): تتم عملية الحناء ليلة الخامس عشر من شهر شعبان. وتقوم بها نساء يطلق عليهن اسم "تِفْقِّرِينْ"[6] يأتين من "مُّويْ"[7]، حيث يهيئن الحناء في إناء كبير ويقمن بوضعه على رجل خشبي بالمكان الذي دفن فيه أبو يعقوب. ويأخذن ما تبقى من الحناء ويوزعنه على الحاضرين وخصوصا الفتيات[8].
    6- افتتاح الموسم: صبيحة يوم الخامس عشر من شهر شعبان، يفتح الضريح في وجه الزوار على يد مقدم الزاوية ومجموعة من سكان "مُّويْ"[9].
    وهكذا يبدأ الزوار بتقديم الهدايا[10]، وتفتح الزاوية في وجه الجميع للتعبد والأكل والنوم.
    ويتقدم الزوار، شرفاء قصر أَكورَايْ الذين يبدؤون الزيارة مرفقين بخروف كبير كهدية، يقومون بذبحه. يليهم شرفاء أيت سيدي مح[11] بنفس الطقوس والهدايا. ثم يأتي دور باقي الزوار القادمين من مختلف المناطق التي مر منها الشيخ أبو يعقوب في رحلته، أو الذين سمعوا عنه وعن أعماله الجليلة ومعهم مجموعة من الزيارات والهبات يقدمونها لمقدم الزاوية[12].
    وهناك عدد من النساء يأتين لزيارة الموسم من مختلف القبائل والمناطق، كما يعرف الموسم حضورا مميزا وفعالا لنساء يطلق عليهن اسم "تِفْقِّرِينْ"[13]، يأتين على أرجلهن من مناطق "مُّويْ" وتَادِيغُوسْتْ ينظمن رحلة تمتد لخمسة أيام ويأتون عن طريق "أَقَّا"[14] ويسترحن كل ليلة في قصر يصلنه. وتتقدم "المكلفة" "تِفْقِّرِينْ" حاملة راية.
    ويرحب السكان ب"تِفْقِّرِينْ" ويهيئون لهن المبيت والطعام. حيث يقسمن بين السكان لتناول الأكل. ثم يجتمعن ليلا للسهر والاحتفال والمبيت. وهكذا من قصر إلى قصر حتى يصلن إلى مقر الزاوية بأسول. ويستقبلهن الأطفال، رافعين عصا مزركشة تسمى "تَزْغَايْتْ"، مثبت في رأسها ورقة تدور بفعل الرياح والحركة[15]، كما تستقبلهن النساء بالأهازيج، ويرافقنهن إلى الزاوية. ويستمر الاحتفال طيلة أيام الموسم الثلاثة.
    ومن بين الأشعار التي ترددها تفقرين في مدح الشيخ أبي يعقوب:
    - َالشِّيخْ سِيدِي بُويْعْقُوبْ أَيَا غْبَالُو نَّامْقُّورْنْ
    - اَلشِّيخْ سِيدِي بُويْعْقُوبْ حْنَّا دِيكِي دِّيغْدْ أَكْـ نْزُورْ نَاوِيدْ مَايْحْتَادْجَاغْ
    - أَتِفْقِّرِينْ جّْـمْعْمْدْ شِيكَانْ أَنْك أَزْنَّارْ إِشِّيخْ مَارَادْ إِيغُودُو
    - سِيدِي بُويْعْقُوبْ الْحْجْ نْلْمْسْكِـيـنْ
    - بِسْمِ الله أَعْكَّايْزْ نُّونْ أَيْنُوسِـِي أَبُو يْعْقُوبْ أَنْتُّو آرْ مْكَّة
    - الشِّيخْ سِيدِي بُويْعْقُوبْ أَيَا غْبَالُو نَّا يْزْكَانْ
    - الله أُيَا الله أَلْعَزِيزْ أرْبِّي
    - بُووْحدادِينْغْ مُولايْ عْلِي بُووْحدادِينْغْ مُولايْ عْلِي
    ...

    RépondreSupprimer
  3. وكغيره من المواسم، يحاط موسم أبي يعقوب بمجموعة من الطقوس والعادات التي تناقلتها الأجيال، جيلا عن جيل، وتتمحور حول ما يلي:
    _ منع الحناء: بعد حلول شهر شعبان، يمسك السكان عن التحنية إلى غاية الخامس عشر من شهر شعبان أي بعد تحنية الشيخ.
    _ منع الأعراس: بعد حلول شهر شعبان، يكف السكان عن الاحتفالات والأعراس والزغاريد إلى غاية الخامس عشر من شهر شعبان أي بعد تحنية الشيخ.
    _ منع السفر: قبل انطلاق الموسم، يمتنع السكان عن السفر. وقد سمعنا روايات كثيرة عن أناس عزموا على السفر قبل افتتاح الموسم، فظهر لهم أبو يعقوب في الحلم يأمرهم بملازمة ديارهم إلى حين افتتاح الموسم.
    _ شرب ماء غسل الستائر: بعد غسل الستائر (أغطية، أقمشة، أثواب...)، يتسابق السكان لشرب الماء الذي غسلت به لما تحويه، حسب اعتقادهم، من دواء وبركة.
    _ طلب الشفاء من أبي يعقوب: تعتبر أيام الموسم مناسبة يستغلها الزائرون للتبرك والاستشفاء، وذلك انسجاما مع معتقداتهم التي تجعل من الولي وسيطا بينهم وبين الله بل منهم من يطلب منه مباشرة أو يقسم به كما تدل عليه عبارة: "أُوحَقْ سيدي بويعقوب" أي بحق سيدي أبي يعقوب التي تعوض في غالب الأحيان "أُوحَقْ سِيدِي رْبِّي" أي بحق الله.
    ومن بين أساليب التبرك والتداوي، تراب يرش على رؤوس الزوار والذي يقال له حناء الشيخ أبي يعقوب. وهذا الحناء تأخذه النساء لتوزيعه على الأهالي والأقارب والمعارف لنيل بركة الشيخ ورضاه.
    ولا تتم عملية الاستشفاء والتبرك بشكل مجاني، بل يلتزم المريض أو أهله بتخصيص جزء من منتوجه المحلي(خروف، عجل، بقرة، دجاج، بيض، قمح، شعير، ستائر، سمن، عسل، لوز، صوف، جلود...) للشيخ في حالة الشفاء أو نيل القصد، وذلك عن طريق التزام فردي: "قَاوْلْغْ إِسِيدِي بُويْعْقُوبْ ..."، أي وعدت سيدي أبي يعقوب، إذا شفيت أو شفي ابننا... سنعطيك عجلا أو دجاجة أو....
    كما أن الزيارات والهدايا غير مرتبطة فقط بموسم أبي يعقوب، بل تبقى مفتوحة على طول السنة.
    وتتعدد الطلبات وتتنوع، فمن طالب بحل مشكل، إلى طالبة بتسهيل ولادة، إلى متمنية ولادة ابن ذكر، إلى راغب في تسديد دين أثقل كاهله...
    ففي أغلب الحالات، يتم توجيه الطلب مباشرة إلى الشيخ، وفي حالات أخرى يتم التوجه إلى أبي يعقوب للعب دور الوساطة بين الفرد وربه: تّْرْغَاشْ أَتْتّْرْدْ إِسِيدِي رْبِّي...، أي طلبت منك أن تطلب من الله...
    كل هذا يتماشى مع المكانة التي يحتلها الشيخ في حياة ووجدان الساكنة. كما تلعب حالات الفشل الشخصي دورا مهما في هذا التوجه، حيث يرتاد على المكان كل من تأخر زواجه أو تعطل نجاحه أو كسدت تجارته أو استحال إنجابه عموما أو إنجاب مولود ذكر على وجه الخصوص.
    إلا أن بعض السكان يتعاملون باستهزاء كبير مع الظاهرة، وينتقدون كل مظاهر الاحتفال وطلب المساعدة من الأموات.
    وترجع جميع عائدات الزاوية إلى المكلف بها والذي حاز مفتاح الشيخ لسنة كاملة، يخصص منها مبلغا ماليا لجميع الأهالي يقدر بخمسة وعشرين (25 ) درهما في السنة لكل فرد بلغ ثمان عشرة (18) سنة[16].
    ويتم تعيين المكلف بالزاوية بعد إجراء قرعة (إيلاْنْ) يشارك فيها كل البالغين لسن ثمان عشرة (18) سنة من سكان البلدة، وذلك خلال شهر شتنبر من كل سنة.
    وتتسلم "لْجْمَاعْةْ" مفتاح الزاوية لمدة أسبوع مع عائداتها خلال تلك الفترة، وبعد ذلك تسلمه لصاحب القرعة الجديد.
    وهنا تجدر الإشارة إلى أن قرعة الحصول على مفتاح الزاوية كان يشارك فيها سكان أسول وأكوراي على حد سواء. قبل أن يقوم أحد شيوخ أكوراي بالتنازل عن حق ساكنته في الزاوية بعدما لاحظ وفرة في الهدايا والعطايا، وهو ما يتناقض مع الهدف الذي وجدت من أجله الزاوية والمتمثل في مساعدة الناس والفقراء وليس الاغتناء من عطاياهم[17].
    بعد هذا الاستعراض البسيط لموسم أبي يعقوب يوسف، من حق كل واحد منا _ أكان من سكان المنطقة أو من الوافدين عليها_ أن يطرح سؤالا: ومن يكون أبو يعقوب يوسف هذا؟.
    الكل يريد أن يعرف من يكون الشيخ أبو يعقوب، وقليلون هم من تمكنوا من معرفة أشياء عنه. ورغم الخطورة التي ينطوي عليها الموضوع، ورغم غياب مكتبة خاصة بالزاوية[18] على خلاف العديد من الزوايا بالمغرب، سأحاول الخوض فيه وتتبع الطريق التي قد توصل إلى تكوين فكرة تقريبية أو كاملة عن الشيخ أبي يعقوب يوسف.

    RépondreSupprimer
  4. طريقنا إلى ذلك ما توفره الرواية الشفوية وبعض المصادر والمقاطع من الكتب والمصادر التاريخية المتناثرة هنا وهناك والتي تذهب جلها في اتجاه أن أبا يعقوب يوسف من الشرفاء الأدارسة، مع اختلاف كبير بخصوص الحقبة التي عاش فيها أو نسبه الدقيق.
    وقبل تقديم ومناقشة مختلف الروايات والمعلومات المتوفرة، نرى لزاما التطرق إلى مجموعة من العراقيل التي تقف حاجزا أمام المعرفة والإلمام الدقيق بالموضوع.

    [1] بالموازاة مع الجانب الديني والطقوسي الذي يعرفه موسم أبي يعقوب، تعرف المنطقة حركة تجارية مكثفة طيلة أسبوع تقريبا، انطلاقا من حضور التجار إلى المنطقة قصد تحديد نقط البيع المخصصة لكل واحد منهم، إلى الانطلاق الفعلي للموسم والذي يعرف حضورا مكثفا للساكنة والوافدين من مختلف المناطق وصولا إلى اليوم الثالث للموسم حيث يجمع التجار سلعهم قصد المغادرة في انتظار موسم جديد بعد سنة.
    [2] مولاي الحسن أخروش، المجتمع القبلي ودور الزوايا بالحوض الأعلى والأوسط لوادي غريس من القرن 8 هـ/14م إلى القرن 13 هـ/19م، مع دراسة وتحقيق مخطوط الاحياء والانتعاش في تراجم سادات زاوية آيت عياش لعبد الله بن عمر العياشي المتوفى سنة 1169 هـ، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز_فاس: 2002-2003، ص159.
    [3] إلا أنه وبفعل الهجرة التي تعرفها المنطقة، والاحتكاك الدائم بالأسواق الخارجية الذي أصبحت توفره سهولة المواصلات، وقعت تغيرات كثيرة رغم احتفاظ الموسم بهذا الطابع التجاري خصوصا لدى الصغار الذين لا يفوتون فرصة الموسم دون الحصول على لباس جديد، ألعاب ودمى...
    [4] مجرى مائي يتواجد على بعد مئات الأمتار من ضريح أبي يعقوب يوسف.
    [5] تجدر الإشارة إلى أن السكان يأخذون الماء الذي غسلوا به الستائر ويوزعونه بينهم ليشربوه تبركا بالولي الصالح.
    [6] أفقير، تافقيرت: باللغة الأمازيغية ويعني الرجل أو المرأة الكبير السن.
    [7] هناك من ينطق "مُّو" وهي بلدة قرب تاديغوست على بعد 20 كلم من مدينة كلميمة.
    [8] هناك اعتقاد سائد في المنطقة بأن حناء الشيخ يجلب الزوج للفتاة.
    [9] يبيت سكان "موي" في مكان مقابل للزاوية ومعهم عجل للذبح، وفي الصباح الباكر ينزلون إلى الزاوية حيث يقومون بذبح العجل ويأخذون جزءا منه، ثم يذهبون= =على وجه السرعة إلى "موي" قصد إعداد صدقة تحتوي لحم العجل المذبوح بزاوية أبي يعقوب.
    [10] .

    RépondreSupprimer
  5. تختلف الهدايا وتتعدد، فهناك الهدايا التي ترسلها القبائل والجماعات في شكل ذبيحة، قمح، شعير، ذرة، سمن، أموال، لوز، وهناك الهدايا الفردية التي يقدمها الزائر ويضعها في صندوق للأموال بجانب قبر أبي يعقوب أو في صهريج خاص باللوز والقمح...
    [11] قصر يقع على بعد حوالي 15 كلم من أسول، وأصله من سيدي امحمد أيوسف أحد حفدة الشيخ أبي يعقوب ، وسكانه يسمون أيت سيدي امحمد أيوسف أو أيت سيدي مح اختصارا.
    [12] وجبت الإشارة إلى أن افتتاح وسير الموسم عرف تغيرات كثيرة ومهمة، حيث كان الذبح سابقا ينطلق في قصر أكوراي. وهكذا كان أيت عثما أوعلي يذبحون عجلا صغيرا بباب القصر القديم بأكوراي وعجلا كبيرا بزاوية أسول. كما أنهم كانوا يمكثون في الزاوية حتى يأذن لهم أبو يعقوب، عن طريق حلم أو رؤية بالرحيل. ويروى أنه ذات سنة، تأخر أبو يعقوب في السماح لهم بالمغادرة، فبكوا كثيرا وأخذوا يصلون ويطلبون من الشيخ أن يسمح لهم بالذهاب لديارهم لمباشرة أعمالهم واللحاق بذويهم.
    [13] يسود اعتقاد لديهن أن كل فتاة تزور الشيخ تتزوج، لذلك تحرص غير المتزوجات على زيارة الشيخ أبي يعقوب وحضور موسمه.
    [14] طريق جبلية رابطة بين أسول وتاديغوست.
    [15] يطلق على الكل اسم حْرْوَاضِي،
    [16] كان التنظيم الاجتماعي للزاوية يتميز باختيار شيخ يتولى أمور الزاوية لمدة سنتين ويشرف على مداخيلها المتمثلة في أعطيات الزيارات، وتكليفه لكل فرد بإعطاء مقدار مالي ثابت كل سنة، في القرن التاسع عشر (19) مثلا بلغ أربعة دورو حسني، وخصص هذا المقدار لإطعام الزوار، وإيواء الطلبة، وصيانة قاعة الاستقبال خلال الأيام التي يقام فيها موسم سيدي بويعقوب قبل حلول شهر رمضان،
    R.Henry, les ait bou yacoub, documents du centre des hautes études administratives sur l’afrique et l’asie modernes, université de paris, « document c.h.e.a.m. n° 45 », p 29.
    [17] لم نستطع الحصول على تاريخ التنازل، إلا أن التعبير عنه لازال حاضرا وسط السكان. حيث يعمد سكان أسول إلى وصف قدحي لساكنة أكوراي ب "إِحَدَافْنْ" أي المحذوفين من الزاوية، في مقابل "البهاليل" أو "المهاليل" الذي هو وصف قدحي لمن يطمح في الاغتناء من الهبات والعطايا والذي يطلقه سكان أكوراي على سكان أسول.
    [18] كانت الزاوية تحتوي على مجموعة من الكتب والمخطوطات والعقود، لكن تم إخفاء كل شيء لمحو جزء هام من تاريخ الزاوية ومنتسبيها، والعديد من الكتب لازالت في حوزة بعض السكان الذين يمتنعون عن إظهارها وتمكين الباحثين والقراء منها وذلك لخدمة أهداف ومصالح خاصة مرتبطة بالزاوية وعائداتها

    RépondreSupprimer
  6. _ معيقات البحث في تاريخ أبي يعقوب يوسف ونسبه:

    يصطدم البحث في تاريخ الشرفاء وحياتهم بوجود اختلاف كبير بين النسابين حول الشرفاء عموما، واليعقوبيين/الأمغاريين[1] منهم على وجه الخصوص. حيث يصل الأمر إلى إسقاط النسب الشريف عنهم من طرف بعض النسابين والمؤرخين.
    ويزداد الأمر تعقيدا أمام غياب المعلومات الكافية عنهم وعن تاريخهم، وذلك نتيجة انعدام مكتبة خاصة بأغلب الزاويا بعد تعرضها للإتلاف أو السرقة أو الإخفاء لاعتبارات متعددة ليس أقلها الرغبة في الانتماء القسري لنسب يوفر الكثير من الاحترام ورغد العيش وإعفاء من تحملات متعددة كالضرائب، التجنيد العسكري، الأشغال الشاقة والعمل اليدوي.
    يضاف إلى كل ذلك، ضبابية تاريخ الأدارسة واختلاف المؤرخين بشأنه، وغياب التأريخ لفترات متعددة وكذا التشابه الكبير في بعض الأسماء كما هو الشأن بالنسبة لأبي يعقوب يوسف.


    1_ غياب مكتبة خاصة بزاوية أبي يعقوب يوسف:

    إذا كانت مجموعة من الزوايا تتوفر على كتب ومراجع تخص الزاوية وزعماءها وشيوخها، وكل ما يتعلق بحياتهم وتاريخهم ودراساتهم، مما يساعد الدارس والباحث في التعمق والتخصص في مواضيع تتعلق بالتوجه الديني والسياسي أو ظروف النشأة ومقوماتها إلى غيرها من المواضيع المرتبطة بالشيخ وعالميه الصغير والكبير، فالأمر ليس بهاته السهولة بالنسبة لأبي يعقوب حيث ينعدم أقل أثر للشيخ في الزاوية إلا من قبره وقبر زوجته وأبنائه.
    ورغم أن العديد من السكان أكدوا وجود الكتب والوثائق والعقود في فترة معينة، إلا أنها اختفت في ظل الصراع الدائر بالمنطقة حول من له الأحقية بنسب أبي يعقوب مع كل ما ينطوي عليه ذلك من فوائد اقتصادية متمثلة في عائدات الزاوية التي تقتسم بين الأحفاد وكذا الأراضي التي يوجد اغلبها باسم الزاوية وحفدة الشيخ.
    وقد عرف التجمع البشري لأيت سيدي بويعقوب خصومات داخلية تتعلق أساسا بتقسيم مداخيل الزاوية من جهة، والنزاع حول ماء السقي من جهة أخرى، وهكذا ظهر نزاع بين أهل "أكوراي" و"أيت خدمت" خلال النصف الأول من القرن الثامن عشر أدى إلى لجوء قسم من هؤلاء إلى أسول وآخرين إلى إفغ لدى أيت عطا[2]. وخلال النصف الأول من القرن التاسع عشر ظهرت نزاعات جديدة في منطقة أسول خصوصا في سنة 1836م على اثر إنجاز القائد المرغادي لأشغال حفر خطارة بولعوان[3] لصالح أهل أسول[4].
    إن هذا الغياب والصراع يؤثر بشكل سلبي على البحث، حيث يبقى الغموض سيد الموقف. وحتى من يتوفر على كتاب أو مخطوط لا يضعه تحت تصرف الغير خشية تهديد المصالح الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالانتساب إلى الشيخ أبي يعقوب.
    وقد جعل الجميع من المستعمر الفرنسي السبب وراء هذا الاختفاء والاندثار[5].

    RépondreSupprimer

  7. 2_ تشابه الأسماء وتعدد اسم أبي يعقوب يوسف:

    من بين العراقيل والتحديات التي يواجهها البحث في موضوع أبي يعقوب، كثرة الأشخاص الذين يحملون اسم أبي يعقوب يوسف، من سياسيين، مؤرخين، علماء، فقهاء، بل إن ثلاثة أشخاص من نفس الشجرة أو العائلة يحملون هذا الاسم (أبو يعقوب يوسف أخ إسماعيل أمغار، أبو يعقوب يوسف بن عبد الله أمغار الكبير وأبو يعقوب يوسف بن عبد الله أمغار الصغير)...
    وقد هم الأمر ما يزيد عن خمسين شخصا، نورد أسماء البعض منهم: أبو يعقوب يوسف بن علي المؤذن، أبو يعقوب يوسف بن موسى، أبو يعقوب يوسف بن عبد الله ابن مصباح التادلي، أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن مؤمن المرادي، أبو يعقوب يوسف بن علي المبتلى، أبو يعقوب يوسف بن محمد ابن أمغار الصنهاجي، أبو يعقوب يوسف بن عبد المومن، أبو يعقوب يوسف بن الحسن التليدي، أبو يعقوب يوسف بن علي الصنهاجي، أبو يعقوب يوسف الموحدي، أبو يعقوب يوسف بن يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن التادلي الذي عرف بابن الزيات، أبو يعقوب يوسف بن عيسى بن عمران، أبو يعقوب يوسف بن يحيى بن عيسى، أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن الحسن الأنصاري المعروف بالحكيم، أبو يعقوب يوسف بن عبد الحق المريني، أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن مياد، أبو يعقوب يوسف السدراتي الوارجلاني، أبو يعقوب يوسف بن يحيى المصري البويطي، أبو يعقوب يوسف المذكور، أبو يعقوب يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتوني الصنهاجي، أبو يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار بن عمرو المدني، أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرزاذ النّجيرمي، أبو يعقوب يوسف الملقب بالمستنصر، أبو يعقوب يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي، أبو يعقوب يوسف بن اسماعيل اللَّمْغاني المعتزلي، أبو يعقوب يوسف السكاكي، أبو يعقوب يوسف ناصر، أبو يعقوب يوسف بن الحسين الرازي، أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد، أبو يعقوب يوسف بن عبدالله الخوارزمي، أبو يعقوب يوسف بن علي السلفي، أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر، أبو يعقوب يوسف بن يخلف الكوفي العبسي، أبو يعقوب يوسف بن محمَّد، أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن حمزة بن مأمون بن يونس المرغيناني، أبو يعقوب يوسف بن أحمد الشيرازي، أبو يعقوب يوسف التفريسي، أبو يعقوب يوسف بن طاهر الخوئي، أبو يعقوب يوسف عبد الرحمن بن أبى زكريا يحيى بن يغمراسن، أبو يعقوب يوسف بن عدي بن زريق بن إسماعيل الكوفي التيمي، أبو يعقوب يوسف بن يونس بن معاوية الهسكوري، أبو يعقوب يوسف بن مالك الكلاوي...
    إن هذا التعدد والتشابه أثر بشكل كبير على مسار البحث، وتطلب جهدا كبيرا خشية تداخل تاريخ شخصية بأخرى والذي وقع فيه بعض من كتب عن الموضوع كما هو الشأن بالنسبة للفقيه أبو محمد عبد الله بن عبد الله بن عمر المدغري[6].

    RépondreSupprimer

  8. [1] ركزنا على الشرفاء اليعقوبين/الأمغاريين لأن جل المعلومات المتوفرة على ندرتها وتفرقها في الكتب والمراجع والظهائر والروايات، تذهب إلى أن أبا يعقوب يوسف من اليعقوبيين/الأمغاريين، من عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل، مع اختلافات كبيرة تذهب إلى حد التناقض.
    [2] ر.هنري، مرجع سابق، ص 21.
    [3] حسب الرواية الشفوية فهي "بولعمى"، حيث يقال انه حدث نزاع بين أيت عيسى وقبيلة أكوراي حول ملكية مكان حفر الخطارة، وأقسم أيت عيسى زورا بملكيتهم للأرض.
    [4] مولاي الحسن أخروش، مرجع سابق، ص 47،
    [5] إلا أنه وإن كان صحيحا أن المستعمر يستحوذ على كل شيء، فلا نفهم هذا الاختفاء الكلي للكتب والمراجع وكذا العقود التي كانت خاصة ببعض القبائل وكذا اتفاقيات الصلح التي كانت تعقد بالزاوية. كما أن المستعمر الفرنسي لو كان مسؤولا كليا كما يقول البعض، لظهرت مؤلفات في هذا الجانب لمؤرخين وباحثين فرنسيين ومستشرقين على غرار المؤلفات الخاصة بالعديد من الزوايا التي تمكن المستعمر من الحصول على الوثائق الخاصة بها.
    [6] كل ما كتبه هذا الفقيه حول أبي يعقوب يوسف دفين أسول موجود في كتاب بن الزيات والذي يتعلق بأبي يعقوب يوسف بن عبد الله أمغار الكبير دفين تيط المتوفي سنة 614هـ.

    RépondreSupprimer
  9. _ اختلاف في نسب الشرفاء اليعقوبيين/الأمغاريين:

    يعتبر الشرفاء اليعقوبيون/الأمغاريون محط خلاف كبير بين النسابين، فمنهم من ينسبهم إلى عيسى بن إدريس ، ومن ينسبهم إلى محمد بن إدريس، في حين يرجعهم البعض إلى عبد الله بن إدريس ، مع اختلاف كبير إلى حد التناقض بين بعض النسابين والذي يصل حد نسبهم إلى سليمان بن عبد الله الكامل أو نفي النسب الشريف عنهم واعتبارهم صنهاجيين فقط .

    RépondreSupprimer
  10. كل ما كتبه هذا الفقيه حول أبي يعقوب يوسف دفين أسول موجود في كتاب بن الزيات والذي يتعلق بأبي يعقوب يوسف بن عبد الله أمغار الكبير دفين تيط المتوفي سنة 614هـ.
    عبد الله بن محمد بن الشارف بن سيدي علي حشلاف، سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول، المطبعة التونسية، 1347 هـ- 1929م، ص 71، بينما ينسب المغاريين إلى عبد الله، ص 78.
    أبو القاسم الزياني (ت 1833م)، تحفة الحادي المطرب في رفع نسب شرفاء المغرب، تقديم وتحقيق ذ.رشيد الزاوية، الطبعة الأولى، 1428/ 2008, مطبعة الأمنية_ الرباط، ص 83.
    حيث نجد في كتاب معسكر رجال و تاريخ للأستاذ جلول جيلالى ما يلي: أبو زكرياء المدعو سيدي بوسكرين من رجال القرن الثامن الهجري. لقد كان عالما عاملا زاهدا كاملا أخذ العلم عن معاصريه من أبناء الأمام (التلمسانيين ) وغيرهم، و هو من أولاد يعقوب بن محمد أمغار من ذرية سيدي سليمان بن عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي كرم الله وجهه وفاطمة بنت رسول الله.
    حيث يقول بن الزيات: أبو يعقوب يوسف بن محمد بن أمغار الصنهاجي، أبو يعقوب يوسف بن يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن التادلي الذي عرف بابن الزيات 617 هـ -1220م، التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي، تحقيق أحمد التوفيق، منشورات كلية الآداب بالرباط، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة الثانية 1997، ص 426، وكذلك بن القاضي، حيث أكد أن أبا عبد الله عبد الخالق من بني أمغار يزعم الشرف، كما يتهمه بإضلال العامة بمذهبه الشنيع، أبو العباس احمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي، ذيل وفيات الأعيان المسمى درة الحجال في أسماء الرجال، المكتبة العتيقة، دار التراث، القاهرة، الجزء 3، حققه د.محمد الأحمدي أبو النور، ص 167-168.

    RépondreSupprimer
  11. وقد نقل أحمد الشباني الإدريسي جزءا من هذا الاختلاف والتباين، حيث يقول: أجمع النسابون على أن الشرفاء اليعقوبيين، من ذرية المولى عيسى بن المولى إدريس الأزهر، ومنهم العلامة مولاي إدريس الفضيلي، والقاضي ابن الشارف حشلاف في مؤلفه شجرة الأصول في أبناء الرسول، ثم يضيف أنه تلقى مراسلة من السيد احمد المدعو حدو بن الصديق، القاطن بقرية تاهلة، بإقليم تازة. وهي عبارة عن مطبوع به نسب الشرفاء اليعقوبيين يصل نسبهم إلى عبد الله بن إدريس الأزهر .
    إن هذا الاختلاف والتباين، يتعقد أكثر فأكثر حين نجد كاتبا واحدا يحيلهم إلى أبناء سليمان تارة ، وأبناء إدريس تارة أخرى. كما أنه مرة ينسبهم إلى عيسى بن إدريس ومرة أخرى إلى عبد الله بن إدريس ومحمد بن إدريس.
    إن هذا الاختلاف يجد جذوره في تاريخ الأدارسة الذي لم يكتب ويدون بالدقة المطلوبة، وتضارب الآراء بين العديد من المؤرخين حول معطيات ووقائع همت تاريخهم نشأة، تطورا وأفولا.

    أحمد الشباني الإدريسي، مصابيح البشرية في أبناء خير البرية، الطبعة الأولى 1408_1987، ص 215.
    المريني العياشي، الفهرس في عمود نسب الأدراسة، الطبعة الأولى 1407 هـ _1086، ص25.
    المريني العياشي، مرجع سابق، 56،
    المريني العياشي، المرجع نفسه، ص 58،
    المريني العياشي، المرجع نفسه، ص 54،

    RépondreSupprimer
  12. _ ضبابية تاريخ الأدارسة وغياب التأريخ لفترات من تاريخهم:

    دون الخوض في الاختلافات الكبيرة بين المؤرخين، كان وصول إدريس الأكبر إلى المغرب سنة 172هـ وتوفى سنة 177هـ مسموما ، وترك زوجته في حملها حيث أنجبت بعد وفاته إدريس الأصغر الذي رعاه راشد حتى بلغ إحدى عشرة سنة، وفى سنة 188 هـ تمت مبايعته. وقد أنجب إدريس الأصغر اثنا عشر (12) ولدا وقيل أكثر من ذلك وهم: محمد، احمد، قاسم، عمر، عمران، علي، عيسى، يحيى، حمزة، عبد الله، داود وكثير . وهناك من يتحدث عن: أبو القاسم، حمودة، إبراهيم، الحسن، الحسين ...
    وبعد وفاة إدريس الثاني سنة 213هـ_828م، تولى ابنه الأكبر محمد سدة الحكم ووزع على إخوته البلاد عملا برأي جدته كنزة. وقد ولي عبد الله على قشتالة وتادلة وأحوازهما .
    إن هذا الاختلاف في المنطلق، سواء في عدد أبناء إدريس الثاني أو في أسمائهم أو مجال حكمهم، سيؤثر لا محالة على ما سيلحق من الأعقاب والأنساب.
    وبالرجوع إلى عبد الله بن إدريس، فبعد وفاته سنة 230 هـ، تضاربت المعلومات وانقطعت الأخبار حتى مرحلة إسماعيل أمغار الذي يقول الزموري أنه استوطن الجزيرة العربية رفقة أخوين له وهما أبو زكريا وأبو يعقوب.

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. أخي الكريم، البحث التاريخي يحتم استيفاء كافة المصادر. عند فعل ذلك تتضح الامور و يتلاشى الالتباس. لهذا أنصح بمراجعة كتاب " الاشراف آل أمغار تاريخ و مسار " لان الكم الهائل من المصادر المعتمدة فيه وضحت ما التبس على كثير من الباحثين. بالنسبة لمسألة الانتقال من المشرق، انفرد بها الزموري، و لكن المصادر الاقدم )من قبيل دوحة الاكتفاء للفخر الرازي و مقدمة الألقاب للأزوارقاني و مختصر البيان لابن جزي الكلبي و كتاب الأنوار لإبن جزي( تخالف هذا الطرح و تقول بأن بني أمغار استقروا في إمارتهم صنهاجة الرمال بأزمور ضمن مجال أبيهم عبد الله بن محمد بن عبد الله بن ادريس

      Supprimer
  13. هناك اختلاف كبير في تاريخ وفاة إدريس الأكبر بين قائل بسنة 175 هـ (العربي اكنينج نقلا عن ابن أبي زرع في روض القرطاس ص 23، أبو بكر الرازي كما ورد في الحلل السيارة لابن الأبار، الميلود قويسم بن الهدار، موسوعة التحقيق المتكامل في مناقب وقيم وتقاليد ونسب أولاد سيدي نايل ومن جاورهم من العروش والرفق والقبائل، الجزء الأول، الطبعة التجريبية الأولى 1427هـ/2006م ص284، علي الجزنائي، جنى زهرة الآس في بناء مدينة فاس، تحقيق عبد الوهاب ابن منصور، الطبعة الثانية 1411 هـ -1991م، المطبعة الملكية- الرباط. ص15) وقائل بسنة 177 هـ (أحمد بن خالد الناصري، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ص 70).
    محمد بن علي السنوسي الخطابي الإدريسي، الدرر السنية في أخبار السلالة الادريسية، مطبعة الشباب بمصر، 1349هـ، ص 8،
    يقول صاحب عمود النسب أن أبناء إدريس هم: محمد، عمر، قاسم، يحيى، حمزة، كثير، جعفر، علي، عيسى، داود، احمد، عبد الله، ، ويضيف أن البعض زاد الحسن والحسين، وزاد فريق عمران، وقال آخرون بزيادة إبراهيم، المريني العياشي، مرجع سابق، ص 6، في حين لم يحدد الشيخ سيدي عبد الله بن محمد بن الشارف بن سيدي علي حشلاف العدد وتحدث عن بضعة عشر حيث يقول: خلف بضعة عشر وأنهى بعضهم إلى عشرين منهم بنو القاسم وبنو محمد وبنو عمران وبنو عيسى وبنو احمد وبنو عبد الله وبنو داود وبنو يحيى وبنو كثير وبنو عمر وبنو حمزة وأولاد علي، عبد الله بن محمد بن الشارف، مرجع سابق، ص 35. بينما يحصر الميلود قويسم بن الهدار العدد في ستة عشر ولدا وهم: محمد، عمر، عيسى، ادريس الصغير، القاسم، عبد الله، احمد، عمران، ابراهيم، حمزة، يحيى، داود، كثير، علي وجعفر، الميلود قويسم بن الهدار، موسوعة التحقيق المتكامل في مناقب وقيم وتقاليد ونسب أولاد سيدي نايل ومن جاورهم من العروش والرفق والقبائل، الجزء الثاني، الطبعة التجريبية الأولى 1427 هـ /2006م، ص 318، أما ابن حزم في جمهرته فيتحدث عن ثلاثة عشر ولدا.
    أشرنا إلى عبد الله بن إدريس دون غيره من إخوته بالنظر إلى أن جل الكتابات والروايات والظهائر تذهب في اتجاه أن أبا يعقوب يوسف من الأمغاريين من حفدة عبد الله بن إدريس.
    يقول أبو القاسم الزياني إن عبد الله تولى أغمات والحوز وسوس، حيث كانت إمارته فيما بين 213 و230هـ _ 828 و845م، فعقب زيدا وعبد الرحمان ومحمدا وعليا وسعيدا، أبو القاسم الزياني، مرجع سابق، ص 52، وفي كتاب سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول إشارة إلى انه تولى اغمات، بلاد النفيس، المصامدة ودكالة، عبد الله بن محمد بن الشارف، مرجع سابق، ص 78، في حين يقول صاحب الاستقصا، إن عبد الله ولي على اغمات بلد نفيس وجبال المصامدة وبلاد لمطة والسوس الأقصى أما أزمور فكانت من نصيب عيسى بن ادريس (الاستقصا ص 75)، وهونفس المجال الذي نقله العباس بن إبراهيم السملالي في الإعلام بمن حل مراكش وغمات من الأعلام، راجعه عبد الوهاب بن منصور، الجزء الثامن، الطبعة الثانية، 1413هـ- 1993م، المطبعة الملكية_الرباط، ص183، بينما يحصر ابن أبي زرع الفاسي، منطقة نفوذه في اغمات وبلاد نفيس وبلاد المصامدة والسوس، ابن أبي زرع الفاسي، الأنيس الطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط 1972، ص 51.

    RépondreSupprimer
  14. إن أولى العقبات التي يصطدم بها البحث خلال هاته المرحلة، هي ضبط وتحديد أسماء وعدد أبناء عبد الله بن إدريس وكذا انتشارهم الجغرافي. ففي الوقت الذي يتحدث فيه صاحب تحفة الحادي المطرب في رفع نسب شرفاء المغرب عن كون عقب عبد الله هم: زيد، عبد الرحمان، محمد، علي وسعيد، يورد أبو زيد عبد الرحمان بن عبد الله التوجيني اسمي أحمد وعلي، في حين صرح النسابة جعفر الأعرجي في الدر المنثور بأن عقب عبد الله بن إدريس من رجلين هما: إدريس والمطلب ، بينما يتحدث بن الشارف عن يزيد، إبراهيم، أبي القاسم، أحمد، علي زين العابدين ، في الوقت الذي نجد لدى الشيباني الإدريسي كلا من يحيى، أبو القاسم وزيد .
    فتاريخ الأدارسة بالمغرب غير مكتوب بطريقة مضبوطة، ومليء بالاختلافات وتضارب الآراء الناتج عما أسماه العربي اكنينج تأخر الاهتمام بالتنقيب عن تاريخ الأدارسة ومنجزاتهم العمرانية، والدينية، والسياسية إلى أواسط القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي ،

    RépondreSupprimer
  15. أبو القاسم الزياني، مرجع سابق، ص 52،
    أبو زيد عبد الرحمان بن عبد الله التوجيني (ق11هـ- 17 م)، عقد الجمان النفيس في ذكر الأعيان من أشراف غريس، دار الخليل القاسمي ص 13 و 17.
    انظر نبيل الكرخي، إبطال نسب شيوخ الصوفية، الطبعة الالكترونية الأولى 2009، ص 24،
    عبد الله بن محمد بن الشارف، مرجع سابق، ص 78-79-80 و82،
    أحمد الشيباني الإدريسي، مرجع سابق، ص 192.
    العربي اكنينح، تأسيس أول دولة عربية إسلامية في المغرب الأقصى، قيام الدولة الادريسية نشأة مدينة فاس: (تطورها في الزمان والمكان إلى حدود منتصف القرن 19)، مطبعة أميمة، فاس، الطبعة الأولى 2008، ص 8،

    RépondreSupprimer
  16. وذلك مع مجيء بني مرين. وكذا إلى استحالة تتبع تاريخ كل فرد أو عائلة ادريسية على حدة.
    وتعتبر مرحلة حكم البرغواطيين من أكثر المراحل تجاهلا من طرف المؤرخين. فبالرغم من تواجد الأسرة الأمغارية أيام دولة البرغواطيين، والأكثر من ذلك بمحاذاة موقعهم الجغرافي (أي أزمور)، لم ترد إشارات أو توضيحات كافية حول العلاقة التي كانت قائمة بين الطرفين خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن البرغواطيين كان لهم دين ونبي خاص بهم وحاولوا فرض دينهم ومذهبهم، وأن الأمغاريين في المقابل تزعموا حركة الإصلاحات الدينية في المنطقة على يد إسماعيل أمغار وفي مناطق أخرى على يد أخوي إسماعيل: أبو يعقوب وأبو زكريا، وكذا في عهد أبي عبد الله أمغار الكبير الذائع الصيت والذي عاصر المرابطين.
    إن هاته الضبابية والاختلاف بين المؤرخين والنسابين، وغياب معلومات كافية أو تأريخ لمرحلة ما بعد عبد الله بن إدريس لفترة تقارب المائة وخمسين (150) سنة، إلى حين ظهور إسماعيل أمغار بمنطقة تيط، سينتج عنه لا محالة تضارب الآراء والمصالح والاختلاف وتناقض في مشجرات النسب والتي تم اصطناع العديد منها بعد تراجع التهديد والإقصاء والمواجهة التي تعرض لها الأدارسة بالمغرب.

    RépondreSupprimer
  17. _ محن الأدارسة وانتشار ظاهرة "التشرف":

    إن ما يزيد من صعوبة الموضوع وتناقض المعطيات والمعلومات المتعلقة به، الملاحقات ومحاولات الاستئصال التي تعرض لها الأدارسة في فترات معينة ومغادرة العديد منهم فاس في اتجاه الجبال الوعرة، كما كان الحال حينما دخل موسى بن أبي العافية فاس سنة 313هـ/926م وأوقع بالأدارسة ونفاهم إلى قلعة حجرة النسر (نواحي تطوان) ، وكذا مغادرتهم للمغرب في اتجاه الجزائر، تونس، مصر، السعودية، وتنكر العديد منهم للأصل الشريف مخافة القتل أو الترحيل، وهروبهم للاختفاء في الجبال والأماكن البعيدة والمهجورة. كما أن التعامل الخاص الذي حظي به الشرفاء في فترات أخرى من إعفاء من الضرائب، الزكاة والتجنيد العسكري، إلى الاستفادة من هبات وعطايا الأمراء والسلاطين، مراسيم خاصة، تقرب الأمراء منهم...، جعل الكثير من الأسر تدخل تحت راية الشرفاء، بل منها من اصطنع واشترى نسبا شريفا للاستفادة من هاته الامتيازات. و"هكذا صار النقيب يجني المال، ويقبض الهدايا والرشا، ويلحق بأهل البيت من لا نسب له فيهم ولا اتصال له بهم، وانتشر ذلك في الرعايا وعرفوا طرقه وعمروا أسواق النقباء وقربوا لهم كل بعيد يدلونهم بحبال الغرور... واستمر الحال إلى أن بويع السلطان مولاي إسماعيل حيث وجد أمر الأشراف مختلا وكادت الرعايا أن تصير كلها أشرافا..." .
    كل هذا، نتج عنه تناقض واختلاف كبير في المشجرات وفي الأسماء والأسر المعنية. فالبعض يعتبر أسرا ذات نسب شريف، والبعض الآخر يقصيها. كما هو الشأن بالنسبة لأسرة آل أمغار التي يعتبرها البعض صنهاجية مزيلا بذلك عنها نسبها الشريف وهو ما ذهب إليه ابن الزيات وابن قنفد الذي يعترف لهم بالصلاح دون النسب الشريف حيث قال عنهم "وهذا البيت أكبر بيت في المغرب في الصلاح لأنهم يتوارثونه كما يتوارث الناس المال" ، ويقول: الصنهاجيون من طائفة بني آمغار من بلد تيطنفطر . وفي المقابل هناك من يعتبرهم من الشرفاء دون أن يكلف نفسه عناء البحث.

    RépondreSupprimer
  18. العربي اكنينح، مرجع سابق، ص 50، وكذلك الاستقصا ص 81.
    مولاي عبد الرحمان ابن زيدان، المنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل بن الشريف، تقديم وتحقيق د. عبد الهادي التازي، الطبعة الاولى 1413 هـ-1993م، مطبعة "اديال" الدار البيضاء، ص 243. أبو القاسم الزياني، مرجع سابق، ص 89،
    حيث يركز على النسب الصنهاجي لأسرة آل أمغار في قوله: أبو عبد الله محمد بن أبي جعفر اسحق بن إسماعيل بن سعيد الصنهاجي المعروف بابن أمغار، ابن الزيات، مرجع سابق، ص 209،
    أبو العباس أحمد الخطيب الشهير بابن قنفذ القسنطيني المتوفى سنة810 هـ-1407/1408م، أنس الفقير وعز الحقير، ، إعتنى بتصحيحه ونشره محمد الفاسي وأدولف فور، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي، ص 22،
    ابن قنفد، المرجع نفسه، ص 64.

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.

      Supprimer

    2. أما الشريف مولاي عبد الرحمن بن زيدان فقد اثبت النسب الامغاري الشريف. و كذلك ابن قنفذ القسنطيني أطال الحديث عن شرف الامغاريين و مناقبهم في مخطوط الأنساب في الخزانة الفرنسية. راجع كتاب " الاشراف آل أمغار- تاريخ و مسار" لتفصيل العديد من المصادر القديمة التي نقلت شرف بيت بني أمغار اظافة الى مناقب رجالات هذا البيت. أما ورود وصف " الصنهاجي" إضافة إلى الكلام عن شرف الامغاريبن فلا يناقض ذلك شرفهم لانه يفيد الموطن ، إذ استقر الامغاريون مند القديم في إمارتهم صنهاجة الرمال بأزمور و التي تدخل عين الفطر ضمن مجالها. انظر كتاب مقدمة الالقاب للشريف الازوارقاني او كتاب دوحة الاكتفاء للفخر الرازي او كتاب الأنوار لابن جزي الكلبي

      Supprimer
  19. _ أبو يعقوب يوسف حسب الرواية الشفوية:

    في ظل انعدام مكتبة خاصة بالزاوية ومصادر رسمية تمكن الناس من معرفة كل شيء عن الشيخ أبي يعقوب يوسف، تبقى الروايات الشفوية التي تتناقلها الأجيال، جيلا عن جيل، مرجعا قويا يتم اعتمادها في المنطقة.

    1- مضمون الرواية الشفوية:

    مما تتناقله الرواية الشفوية عن أبي يعقوب يوسف، أنه ينتمي إلى الشرفاء آل البيت من علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء.
    ويقال إن أبا يعقوب يوسف، استوطن المدينة المنورة لمدة طويلة مع شقيقين له وهما: إسماعيل وزكريا، حيث انفرد كل واحد منهم بخلوة للعبادة ولا يجتمعون إلا في يوم الجمعة بعد صلاة العصر للزيارة. وقد ساروا على هذا النهج القويم والنبل العظيم إلى أن أتى كل واحد منهم رسول يأمرهم بالانتقال إلى المغرب، فامتثلوا لأمر ربهم، فخرجوا بنور كنور القمر سطع لهم من قبة الرسول (ص) يتبعونه حتى وصلوا إلى مصر، فالإسكندرية ثم إلى تونس ثم إلى البحر الكبير، أي المحيط الأطلسي حاليا حيث أقاموا بعين الفطر ببلدة أسفي، ووجدوا فيها شجرة الرمان وكانوا يفطرون برمانتين لكل واحد منهم، إحداهن حلوة وأخرى مرة، وقد استقر إسماعيل بتلك البلدة حتى دفن فيها رحمة الله عليه، وواصل أبو يعقوب وأبو زكريا رحيلهما إلى أن وصل يعقوب ادخسال بمنطقة خنيفرة ووصل زكريا إلى حجة يفرا. إلا أن الرؤى لم تفارقه، وكان يسمع في منامه أن عليه استئناف رحلته. فتوجه إلى الجنوب وكان ينتقل في الجبال حتى وصل مدينة كلميمة فانقطعت الرؤيا واعتقد أبو يعقوب أن هذه هي نقطة وصوله.
    ثم حل بِتَادِيغُوسْتْ حيث رحب به سكانها وطلبوا منه الدعاء إلى الله لإحياء هذه البلدة ، ثم واصل رحلته إلى بلدة "مُّويْ". وعند وصوله إليها، رحب به السكان واهدوا له أراضي زراعية كما قام ببناء زاويته ودعا لأهل "مُّويْ" بالطمأنينة والاستقرار رغم صعوبة الظروف.

    RépondreSupprimer
  20. واستأنف رحلته متجها إلى "تَاغْيَا" عن طريق "لْحْرُونْ" ،"تَمَالُوتْ" ، "سْمْكَاتْ" . وبعد حلوله بأَمُوكّْرْ، سلك طريق "بُوسَاكْمْ" ، وعند وصوله إلى قمة الجبل، جلست الناقة على غير عادتها وأمر أبو يعقوب يوسف أصحابه بتعيين مكان جلوسها بوضع أحجار حوله، ولازالت آثارها قائمة إلى يومنا هذا.
    ثم توجه أبو يعقوب إلى الناقة وأمرها بالوقوف ومواصلة المسير لأن الطريق مازال مستمرا حتى تْسُولْ .
    ودخل أبو يعقوب بلدة أسول، واستقبله سكانها المكونين من كْرْوَانْ وإِمْلْوَانْ (وهناك من يقول بَنِي مْطِير) بالترحاب وحسن الاستقبال. وتزوج بامرأة تنحدر من عظم إِمْلْوَانْ تسمى سمية والملقبة بتودة، امتنعت عن الزواج رغم تقدم العديد من الرجال لها بدعوى أن زوجها لم يصل بعد إلى البلدة، حتى أصبحت تعرف بين الساكنة ب"تْسُولْ" أي لازالت تنتظر. وعند سماعها بقدوم الشيخ أبي يعقوب، فرحت وأعلنت لصديقاتها بأنه الرجل الذي تنتظره وقدمت له نفسها للزواج، فقبل بذلك وتزوجها.
    وبعد نزوله بأسول، بنى مسجدا لأداء الشعائر الدينية فسماه مسجد سيدي بويعقوب، كما حفر به بئرا بيده فأتى بماء زمزم فصبه فيها فصار الناس يتوضؤون بمائه، ويتشفون بها عن طريق الشرب والغسل. كما أقام زاوية لاستقبال الزوار الذين يتوافدون عليه للزيارة وحضور التظاهرات الدينية التي كان يقيمها، وأسس رابطة الموردين للعبادة الجماعية والمعروفة بمريدي سيدي أبي يعقوب.
    وقد أنجب سبعة أبناء (مولاي إسماعيل، مولاي عيسى، مولاي احمد، مولاي عبد الكريم، مولاي مومن، مولاي عبد الواحد ومولاي عبد الرحمان) ، سهر شخصيا على تربيتهم وتلقينهم القران الكريم

    RépondreSupprimer
  21. ومبادئ السنة النبوية الشريفة حيث فتح مدرسة قرآنية بجوار مسجده يدرس فيها القرآن ومبادئ الفقه الإسلامي لأبنائه والطلاب الوافدين عليها.
    لكن نشاطه الديني أزعج سكان البلدة وأخذوا يفكرون في التخلص منه. وهكذا بدؤوا يضايقونه بالاتهامات ويطالبونه برفع الضرر الصادر عن الطلاب الذين يؤذون مزارع السكان أثناء المرور إلى الساقية لمسح ألواحهم. لكنه فطن لحيلهم، فالتمس منهم أن يبيعوا له الممر الرابط بين المسجد والساقية لوضع حد لكيدهم. غير أنهم طلبوا منه ثمنا تعجيزيا يتمثل في زراعة الممر بالذهب. فتوجه إلى الوادي فملأ رفل سلهامه بالرمل، ثم نثره على طول الطريق فصار ذهبا وأخذه السكان مقابل تخليهم عن الممر الذي سماه زقاق سيدي بويعقوب.
    لكن مضايقاتهم لم تتوقف، بل استمروا في تحرشاتهم واعتداءاتهم إلى أن سلط الله عليهم الأفاعي والعقارب تموج بها بيوتهم، فاضطروا للهجرة ومغادرة المنطقة.
    توفي أبو يعقوب يوسف أواخر القرن العاشر للهجرة، وخلف وراءه خزانة زاخرة بالكتب الفقهية القيمة، لكنها تعرضت للخراب من قبل المستعمر بعد دخوله إلى المنطقة كما ترك ممتلكات كثيرة تتمثل في الوصايا والهبات التي تصدق بها عليه سكان المنطقة والوافدون عليها. ويخصص قسط من ريعها لخدمة الزاوية والباقي يوزع على حفدته.
    هاته هي الرواية المنتشرة في المنطقة، فما مدى صحتها ومطابقتها للواقع والوقائع، ومن أين استقت مقومات الوجود والاستمرار.
    بعد بحث مضن، تمكنا من العثور على مجموعة من المشجرات، الأوراق والوثائق تتعلق بأبي يعقوب يوسف وتزكي أغلب ما تحفظه ذاكرة المنطقة والساكنة إن لم تكن هي أساس الرواية الشفوية.
    ويتعلق الأمر بالخصوص بشجرة أبي يعقوب يوسف، بأوراق تحمل طابع رشيد مولاي الراوي نقيب الشرفاء الأدارسة ، وأخرى تخص مجلة الشرفاء البويعقوبيين وتتحدث عن نسب أبي يعقوب يوسف وأبنائه وحفدته وكذا هجرته إلى المغرب. وكذا مخطوط لأبي محمد عبد الله بن عبد الله بن عمر المدغري.
    وتؤكد جميع هاته الأوراق والوثائق الرواية الشفوية التي تتناقلها الساكنة، جيلا عن جيل، كما تتحدث عن كرامات عديدة للشيخ أبي يعقوب يوسف.

    RépondreSupprimer
  22. هناك رواية شفوية أخرى تتناقض مع هاته المعطيات، حيث إن سبب احتراق تاديغوست يرجع إلى أن احد حفدة أبي يعقوب يوسف الذي هو سيدي امحمد أيوسف لما كان عائدا من اغريس، التصقت به شجرة السدرة فقال لها: "اطلق الله اعطيك النار"، فاشتعلت النيران حتى أصبح كل شيء رمادا. ومنذ ذاك الحين عرفت المنطقة بتاديغوست أي المحروقة، بينما تقول رواية أخرى أن أبا يعقوب يوسف هو الذي دعا للقرية بالاحتراق للإفلات من أعدائه الذين كانوا يطاردونه.
    تَاغْيَا، لْحْرُونْ، تَمَالُوتْ، سْمْكَاتْ، أَمُوكْرْ: قرى صغيرة تتواجد على طول الطريق الرابط بين تاديغوست القريبة من كلميمة، وأسول.
    طريق جبلي رابط بين أَمُوكْرْ وأسُولْ، يتميز بصعوبة الممرات وانتشار الأحجار،
    يقال إن فتاة من قبيلة إملوان كانت ترفض الزواج من شباب القبيلة وكانت تنتظر رجلا سيأتيها من المدينة المنورة، ومن هنا جاء "تْسُولْ" الأمازيغية أي مازالت تنتظر، ومن تْسُولْ جاءت تسمية أسول. بينما يرى إيميل لاووست أن الاسم يحمل دلالة تضاريسية حيث اعتبر أسول مجموعة صخور (إسلي)، وهو نفس ما ذهب إليه العربي مزين الذي اعتبر مفهوم أسول ورد في صيغة الجمع إيسوال أي الصخر، راجع مولاي الحسن اخروش، مرجع سابق، ص 13.
    في رواية مكتوبة ل عسي محا بن امحمد وهو من أبناء المنطقة، يقول أن أبا يعقوب يوسف كان متزوجا قبل قدومه إلى أسول بامرأة اسمها سارة ورزق منها بثلاثة أبناء يتذكر منهم اسم عبد السلام الذي أسس زاوية بنواحي إفران: زاوية سيدي عبد السلام. وقد اعترضت سارة على مرافقتة في رحلته وطلبت منه إعفاءها نظرا لصغر سن أطفالها، وبعد وصوله إلى أسول تزوج ب سمية التي تعرف باسم تودة من عظم إملوان ورزق معها بأولاد وهم: مولاي عيسى، عبد الكريم وعبد الواحد. ويضيف أن الضريح يضم قبورهم وقبر الشيخ وللا تودة وآخرين أجانب دفنوا بالقوة، كما التحق به اثنين من أولاده الذين تركهم في أسفي. وحدد تاريخ وفاة أبي يعقوب يوسف فيما بين 480 و500 سنة من تاريخ كتابة هاته الشهادة أي نهاية القرن التاسع الهجري وبداية القرن العاشر. إلا أنه وأثناء زيارتي لزاوية سيدي عبد السلام بنواحي إفران، التقيت بمقدم الزاوية الذي زودني بمعلومات عنها وأكد أن أب عبد السلام دفين زاوية إفران يوجد ضريحه بنواحي شيشاوة واسمه (بن) يعقوب وأن عبد السلام أويعقوب عاصر السلطان العلوي مولاي إسماعيل كما تدل على ذلك مجموعة من الظهائر الموجودة في الزاوية، وله أخوين هما: محمد بسجلماسة وامحمد بالجنوب.
    وهي معنونة كالتالي: مناقب الوالي الصالح القطب الغوث الرباني الفقيه العلامة السيد أبو يعقوب يوسف المغاري الذي يوجد ضريحه بإمجران و إخندو بأسول نفعنا الله ببركاته آمين، وهي مقسمة إلى أربعة أجزاء: 1- هجرة سيدي أبي يعقوب إلى المغرب، 2- نسب سيدي أبي يعقوب، 3- كرامات الولي الصالح يوسف أبو يعقوب، 4- أبناء وحفدة الولي الصالح أبو يعقوب يوسف.

    RépondreSupprimer
  23. - كرامات وخوارق الشيخ أبي يعقوب يوسف:

    تتحدث بعض الأوراق التي تحمل طابع رشيد مولاي الراوي بصفته نقيب الشرفاء الأدراسة ومخطوط أبي محمد عبد الله بن عبد الله بن عمر المدغري، عن بعض هاته الكرامات حيث نجد فيها:
    "وكراماته أكثر من أن تحصى. قالت لالة أم سليمان زوج الشيخ المبارك، كان أبو يعقوب يوسف يتعرض علي بكلامه ويقول لي أن رجلا فعل كذا وكذا حتى استبان لي انه هو بنفسه. وقالت سمعته يقول أني رأيت رجلا على سحابة جالسا وبين يديه كتاب يقرأه فدنت السحابة حتى قربت الأرض فقال لي اركب معي، فقلت لا أستطيع فقال لي اقرأ آية كذا، ذكرها لي في الكتاب العزيز، فقرأتها فركبت معه السحابة. ثم قال كل شيء بقدرة الله فطارت السحابة بهما إلى بلاد الشام فصليا فيه الظهر ثم رجعت بهما إلى مسجده بأسول في نفس اليوم. وحدثتنا لالة أم سليمان فقالت سمعت الشيخ أبا يعقوب يوسف يقول رأيت رجلا في بلاده وصلى الظهر بمكة ورجع إلى أهله في نفس اليوم. فأردت أن أقول له أنت هو، فقال لي نعم من غير أن أسأله.
    وحدثتنا عنه أنه قال إن رجلا رأى رجلا يمشي على الماء فقال له: بماذا بلغت هذه المنزلة، فقال له بالجوع والعطش فقرر هذا الأخير ألا يأكل ولا يشرب أربعين يوما. فلما بلغ ثلاثة أيام أصابه المرض فأتى صاحبه فقال له: افطر فانك لن تستطيع فعل ما نويت، فقال له لا بد أن أقوم به إن شاء الله فشفاه الله وقواه، فلم يأكل ولم يشرب حتى أتم أربعين يوما فمشى على الماء ولما وجد صاحبه قال له: أفطرت؟ فأجابه، لا بل صبرت حتى بلغت. فقال له ليس الأمر كما رأيت ولكن الأمر هكذا، فطار في الهواء. فقال يا أم سليمان الطيران في الهواء كالمشي على الماء والمشي على الأرض. وحدثتنا عنه وقالت أن رجلا من الولاة سجن أبا علي يبرك بن عصفور الجدالي وهو من تلاميذ الشيخ وأثناء الليل قال الشيخ أبو يعقوب أتدرين ما قصة يبروك، قالت لا، قال إن فلانا وفلانا وفلانا سماهم من أشياخ صنهاجة قد سعوا في قتله عند الوالي، فقال لهم ما شاء الله كان ثم قال آه. فقلت على ماذا فقال ذلك عار قوم لا يسعون في سجنه فقط بل في قتله. فدعا له الشيخ بدعاء فنجا من كل هذا.
    وقالت إذا أراد أبو يعقوب أن يشرب اللبن من بقرته جعل الكمامة لها حتى يوصلها إلى ملك من أملاكه وكان يفعل ذلك أياما قبل أن تحلب ويشرب لبنها ويأكل من سمنها.
    وحدثتنا أن الشيخ أبا يعقوب الحسني أتاه رجل فقال له إن الوالي فلانا قد خرج على صنهاجة وكان معروفا عندهم ظالما متسلطا فقيل له إياك وأفاعي صنهاجة أن تلدغك فإنها كثيرة بحمد الله، فلم يزل يكرر ذلك حتى وقع ما نوى. وحدثتنا أن أبا يعقوب توجه إلى الفقيه العالم العلامة أبي عبد الله الكواكبي رحمه الله يسأله عن بعض مسائل العلم لأجل التحقيق فلما وصل عند الفقيه المذكور، عجز عن الإجابة فانصرف أبو يعقوب فقيل للفقيه: أتدري من سألك؟ فقال لا، فقيل له انه الشيخ أبو يعقوب يوسف بن عبد الله أمغار من أهل البيت. فأمر الفقيه الفرسان بإتباعه بسرعة ليردوه إليه، لكن الفرسان لم يجدوه فرجعوا إلى الفقيه فقالوا له، لم نجد أحدا وإنما وجدنا بجانب الطريق صخرة لم تكن هناك من قبل. فقال لهم: ارجعوا إلى تلك الصخرة فإنها هو والله تعالى أعلم. فرجع الفرسان بالسرعة الممكنة فلم يجدوا الصخرة إلا الطير المسمى بشفساق. فرجعوا إليه واخبروه بما رأوا، فقال لهم ذلك الطير هو أبو يعقوب. ثم قال سبحان الله ما قدر الله أن يدعو لنا.

    RépondreSupprimer
  24. وحدثتنا أن الشيخ صلى مع الناس صلاة عيد الأضحى، فأمر خادمه أن يذبح أضحية العيد فغاب عنه الشيخ مدة من الزمن ثم استدعاه إلى بيت من بيوت الزاوية فأعطاه طبقا فيه كبد مشوي وخبز. فلاحظ أن الكبد ليس كبد الظأن ولا البقر فقال له: ما هذا الكبد يا سيدي، فأجابه انه كبد الإبل أتيت بها من منى.
    وحدثتنا أن الشيخ الصالح أبي إسحاق إبراهيم بن هلال ومعه جماعة من الناس سأله عن السهو في الصلاة، فسكت إبراهيم ثم أشار إليه الشيخ أن يحفر مطمورة في الموضع الذي توجد فيه داره فيجعل فيها قليلا من الشعير فان السهو سيزول إن شاء الله. ثم انصرف الشيخ أبو يعقوب فقيل للشيخ إبراهيم: أتعرف من هو، فقال هو الشيخ أبو يعقوب وهو من الأبدال. فخرجت الجماعة للتبرك من بركاته فلم يدركوه..."
    وحدثنا عن أم سليمان أنها قالت: خرج الشيخ أبو يعقوب الحسني إلى البحر ليلا، فأغلق الأبواب دونه فنمت ساعة حتى انتبهت فلم أجده في البيت، فافتقدت الأبواب فوجدتها مغلقة كما كان أولا فلا أدري أين يدخل فتعجبت من ذلك.
    وقال الشيخ أبو زيد الرحمان بن يوسف بن أبي حفص رضي الله عنه، سمعت أخاه الشيخ الصالح الفقيه الصمد أبا عبد الخالق يقول: رأيت أخي يوسف في المنام، فقلت له ما فعل الله بك؟ فقال غفر لي ربي وبشرني انه غفر لمن حضر جنازتي. وقيل ان الشيخ أبا يعقوب حين توفي، جاء الناس من كل جهة لحضور جنازته ويقدرون بخمسة عشر ألفا.
    وقال لحسن بن وازجيح: رأيت الشيخ أبا يعقوب وتفاوت بن عثمان قد قام من عنده وهو متغير الوجه، فقلت له: ما لك؟ فقال الشيخ، لماذا أدخلت قوما يحملون خمرا إلى بيتك فقم معي حتى ترى حقيقة ذلك. فذهبنا في جماعة إلى أن دخلنا الدار وفتشنا الضيوف فوجدنا عندهم وعاءين فيهما مسكرا .

    RépondreSupprimer
  25. وكان للشيخ أبي يعقوب الحسني أخ في الله وكان من الزهداء فلما مات عزاه إخوته أبو عبد الخالق وأبو الحسن عبد الحي بن الشيخ أبي عبد الله أمغار. قال احد الصالحين من زمور: رأيت في منامي وأنا على السجادة بعدما فرغت من وردي فرأيت قصرا عظيما مرتفعا عاريا مزخرفا ابيض كأنه من الفضة له ثمانية طوابق. في الطابق الأول رجل كبير بثياب بيض نفيسة وبين يديه نور قائم حتى بلغ عنان السماء في نعم أكثر من أن تحصى، وفي الطابق الثاني رجل كبير بثياب بيض جالسا على فرش مرفوعة وبين يديه أيضا نور، وفي الطابق الثالث رجل ابيض بين يديه نور ساطع كالشمس، وفي الطابق الرابع سبعة رجال بثياب بيض يسطع منهم نور، وفي الطابق الخامس رجال لباسهم ابيض تحف بهم الأنوار الساطعة، وفي الطابق السادس نفس الطابق الخامس، وفي الطابق السابع أقوام كثيرون بثياب بيض، وفي الطابق الثامن أقوام كثيرون من أطفال وصبيان وشبان وكهول وشيوخ ونساء فقلت: لمن هذا القصر؟ فقيل لي هم الأولياء الأبرار بنور الشيخ الوالي غوث الصالحين القطب إسماعيل أمغار وهو الذي كان في الطابق الأول، وفي الطابق الثاني أبو جعفر إسحاق القطب الصنهاجي، وفي الطابق الثالث ولد ولده الشيخ الصالح الولي أبو البدلاء أبو عبد الله محمد، وفي الطابق الرابع البدلاء مولود ولده منهم أبو سعيد عبد الخالق، أبو يعقوب يوسف، أبو محمد عبد السلام العابد، أبو الحسن عبد الحي، أبو محمد عبد النور، أبو محمد عبد الله، أبو عمر ميمون، أبناء عبد الله بن أمغار، وفي الطابق الخامس الفقهاء الصالحون والأولياء أولاد هؤلاء السبعة البدلاء، وفي الطابق السادس الصالحون وأحفادهم، وفي الطابق السابع الصالحون أحفاد أحفادهم، وفي الطابق الثامن جميع ذرية الأولياء الصالحين ونساؤهم وهم في أكمل النعيم مخيرون.
    يضاف إلى ذلك ما سبقت الإشارة إليه سابقا حين طلب من السكان أن يبيعوا له الممر الرابط بين المسجد والساقية، فطلبوا منه ثمنا تعجيزيا من الذهب. فتوجه إلى الوادي فملأ رفل سلهامه من رمله فنثره على طول الطريق فصار ذهبا وأخذه سكان البلدة مقابل تخليهم عن الممر. وبعد استمرار مضايقاتهم له، سلط عليهم الأفاعي والعقارب تموج بها بيوتهم، فاضطروا للهجرة ومغادرة المنطقة.
    ومن بين ما يقال عن أبي يعقوب يوسف أيضا، انه أنقذ قبيلة أيت عياش حين تبعهم أعداؤهم، ووصلوا إلى وادي يصعب عبوره، فأخذ أبو يعقوب يوسف عصا فشق بها الوادي حتى مر أيت عياش ثم سحب عصاه فرجع الماء إلى مجراه العادي مانعا الأعداء من اللحاق بهم .

    RépondreSupprimer
  26. كما تتحدث الروايات الشفوية عن كرامات ظهرت بعد وفاة أبي يعقوب، وتتمثل أساسا في:
    _ تم تغيير موعد إقامة موسم أبي يعقوب، فغضبت الطبيعة وتساقطت أمطار محملة بالطين غمرت كل شيء. وبعد هذا الحادث، أعيد الموسم إلى أيامه السابقة التي حددها أبو يعقوب.
    _ عند قدوم المستعمر الفرنسي الغاشم إلى المنطقة، اجتمع السكان قرب ضريح أبي يعقوب للتفكير في طريقة الرد عليه. فخرج أبو يعقوب من باب الضريح في شكل طائر أزرق كبير متجها نحو السماء في سرعة فائقة. فأسرع السكان نحو جبل بادو لتنظيم المقاومة تاركين كل شيء وراءهم.

    RépondreSupprimer
  27. نفس المعلومات والرواية نجدها في كتاب التشوف، ابن الزيات، مرجع سابق، ص426 و427. وكتاب التيار الصوفي في دكالة زمن الرباطات، د.أحمد الوارث، منشورات المجلس العلمي المحلي للجديدة، الطبعة الأولى 1432-2011، ص 311-314...، وهاته المعلومات تخص أبا يعقوب يوسف بن عبد الله أمغار الكبير دفين تيط، مما يعني انه وقع في خلط بين رجلين ينتميان إلى حقبتين تاريخيتين متباعدتين ومدفونين في مكانين مختلفين ومتباعدين كما يدل على ذلك قبريهما الموجودين لحدود الساعة.
    Mohamed – S …, Ait Ayache, douar Ali, 1950, cité par Marcel Lesne les zemmour essai d histoire tribale ; Revue de l'Occident musulman et de la Méditerranée ; Année 1967 Volume 3 ; p 110

    RépondreSupprimer

  28. 3- أسس ومنطلقات الرواية الشفوية:

    مجموعة من المآثر والآثار لازالت موجودة لحدود الساعة وتشكل الأرضية الصلبة للرواية الشفوية ألا وهي: آثار ركبة الناقة، زقاق أبي يعقوب، البئر، مغادرة كروان للمنطقة...، في حين تبقى أخرى غريبة عن الواقع: نور سماوي، الرؤيا، التوجه إلى بلدة أسول والتي كانت تسمى آنذاك إمجران...مما يستدعي استحضار معطيات أخرى ومراجع قصد كشف خليط الواقع والأسطورة والفصل بينهما.
    من خلال تفكيك الرواية الشفوية ومقارنتها بروايات ووقائع أخرى، يتضح ما يلي:
    _ طريقة دخول أبي يعقوب يوسف إلى أسول، طبعا إذا أقصينا رواية دخوله فارا بفرسه، فيها استحضار كبير لطريقة دخول الرسول إلى المدينة من حيث الوسيلة والطريقة. حيث إن أبا يعقوب ترك أيضا ناقته تمشي وحين يسأله البعض ممن كان يلتقيهم في الطريق يجيبهم: نْسُولْ آرْ تْسُولْ، أي الطريق مستمرة حتى تْسُولْ. كما أنها تستوحي الكثير من دخول إدريس الأول إلى المغرب وتزوجه من ابنة زعيم أوربة.
    _ بخصوص الرؤيا التي كانت تتراءى لأبي يعقوب يوسف، والنور السماوي، فقد أورد عبد العظيم الزموري رواية مماثلة حول رجل من المدينة المنورة اسمه إسماعيل أمغار (جد أبي عبد الله أمغار) تماثلت له رؤيا في نومه تأمره بالرحيل إلي المغرب لينفع الناس ببركاته. فاصطحب معه اخوين له أبي يعقوب وأبي زكرياء إلي حيث قادهم نور سماوي إلى منطقة تيط، حيث استقبله السكان من صنهاجة ودكالة استقبالا حسنا. ولم يلبث أن حظي بالإجلال والتقدير من قبل السكان الصنهاجيين فزوجه زعيمهم بابنته التي رزق منها بإسحاق الذي كان على خلق أبيه زاهدا متعبدا.
    إن هاته الرواية، والتي هي رواية طبق الأصل للرواية الشفوية المنتشرة بالمنطقة، كما تخص نفس الأشخاص: أبو يعقوب، إسماعيل وأبو زكريا مع اختلاف كبير من حيث الفترة الزمنية المعنية.
    وفي هذا الصدد، يسجل ذ.صباح إبراهيم الشيخلي حسب ما أورده محمد جنبوتي: "تكمن أهمية مجتمع آل أمغار في أزمور _كما سجلها بن عبد العظيم_ في رغبة إسماعيل أمغار القيام بالإصلاحات الدينية بين الصنهاجيين هناك. وقد خرج للغرض نفسه إخوة إسماعيل، أبو زكريا ويعقوب من مدينة أزمور إلى المناطق جنوبها. فبينما استقر أبو زكريا في منطقة خاصة (جنوب أم الربيع) توغل أبو يعقوب إلى الصحراء..." .
    _ العقارب التي تشير إليها الرواية الشفوية ومغادرة السكان الأصليين للمنطقة، نقلته أيضا كتب التاريخ. فالمنطقة عمها الجفاف واكتسحتها العقارب والأفاعي مما اضطر قبائل كروان إلى المغادرة في اتجاه مناطق أخرى. ويشير Leconte إلى انتشار المجاعة بسبب نقص الماء والذي دام لعشر سنوات والذي تعمق بانتشار الأوبئة .كما أشار Léon l'Africain إلى الانتشار المثير للأفاعي في المنطقة والتي تتحرك في المنازل كما الكلاب والقطط .
    فقد عرف القرن 17م/11 هـ، ظروفا مناخية قاسية في مجموع المغرب عامة وحوض غريس خاصة بتوالي سنوات الجفاف على حوض غريس الأعلى والأوسط في سنوات 1645، 1655 و1660م . فالجفاف، المجاعة والأوبئة أدت إلى نزوح الساكنة إلى مناطق أقل تصحرا.
    كما أن قبائل كروان لم تغادر المنطقة إلا بعد الحملات العسكرية التي قام بها السلطان إسماعيل العلوي ضدهم: حملة 1679م في منطقة مجديدر في نصف الطريق بين تاكونسا واميضر، حملة 1693م/1104هـ في زيز .
    وقد جاء هنري برواية أخرى حول العقارب، حيث كان ظهورها في زمن حفدة أبي يعقوب يوسف بعد المضايقات الكبيرة التي تعرضوا لها من طرف أيت ويليد، فسلطت عليهم العقارب تموج بها ديارهم، مما اضطرهم للرحيل عن المنطقة . بل أكثر من ذلك، هناك روايات شفوية أخرى ترجع ظهور العقارب والأفاعي إلى ما بعد وفاة أبي يعقوب بزمن طويل، وهكذا تنقل إحدى هاته الروايات أن امرأة من قصر أكوراي تعرضت للإهانة من طرف شخص أجنبي يملك حقولا كثيرا بالمنطقة، فذهبت إلى أسول وشكت حالها وحالة قبيلتها، التي أصبح يتحكم فيها الأجانب، لأبي يعقوب في ضريحه. وبعد عودتها أحست بشيء يتبعها في الطريق حتى وصل إلى القصر القديم بأكوراي، فأخذ ينفخ في مساكن الأجانب ويترك منازل الشرفاء، وهكذا أصبحت كل مساكنهم تموج بالعقارب والأفاعي مما اضطرهم إلى الرحيل عن المنطقة.

    RépondreSupprimer
  29. وتجدر الإشارة في هذا الصدد، أن منطقة أسول ولحدود اليوم تعرف انتشارا واسعا ومهولا للعقارب السامة.
    _ أما بخصوص الذهب الذي ظهر بالمنطقة واشترى به أبو يعقوب الممر بين الساقية والزاوية، فمن غير المستبعد أن يكون في ملكيته حيث كان الأمغاريون يتوصلون من السلاطين المرينيين بمنحة سنوية تقدر بمائة دينار من الذهب . وبعد مغادرة أبناء عبد الله أمغار الصغير للمنطقة، فسيكونون مرفقين بالمؤونة والذهب لنشر رسالتهم. وهنا قد تلعب الإشاعات ونقل الأخبار دورها الفعال في تضخيم المبالغ.
    _ كان لعبد الله أمغار الذي عاصر الأمير المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين، وتوفي سنة 537هـ، سبعة أبناء ، هم نفسهم الذين تمت الإشارة إليهم أثناء الحديث عن بعض كرامات أبي يعقوب يوسف. فأبو يعقوب يوسف بن عبد الله أمغار الكبير توفي سنة 614هـ ودفن بتيط قرب أبيه حيث يقول بن الزيات: أبو يعقوب يوسف بن محمد ابن أمغار الصنهاجي، من أهل رباط تيط نفطر من بلد أزمور وبه مات في الثاني من شوال عام ستمائة وأربعة عشرة هجرية، وأبوه أبو عبد الله محمد وجده أبو جعفر أمغار أخوه أبا عبد الخالق بن أبي عبد الله محمد .
    ومما يرجح صحة معلومات ابن الزيات، الفاصل الزمني بين تأليف الكتاب (618هـ) وتاريخ وفاة أبي يعقوب يوسف دفين تيط (614هـ) والذي لا يتجاوز أربع سنوات.
    والأمر الغريب، هو رواية جنازة أبي يعقوب يوسف والخمر التي سبق الإشارة إليها في كرامات وخوارق أبي يعقوب يوسف، والتي نجدها في كتاب ابن الزيات متحدثا عن أبي يعقوب يوسف دفين تيط، حيث يقول:
    في رواية الجنازة: "وكان أبو يعقوب كبير الشأن جليل القدر ولما مات جاء الناس من الجهات لحضور جنازته وأخذوا من الأرض مد البصر ويقال إنهم كانوا نحوا من خمسة عشر ألفا.
    وقال: سمعت عبد الرحمان بن يوسف بن أبي حفص يقول: سمعت أبا عبد الخالق بن أبي عبد الله محمد بن أمغار يقول: رأيت أخي يوسف في نومي بعد موته، فقلت له: ما فعل بك؟ قال غفر لي وبشرني أنه غفر لكل من حضر جنازتي" .
    وفي رواية الخمر: "وحدثني الحسن بن وزجيج الصنهاجي قال: أتيت الشيخ أبا يعقوب فوجدت تيفاوت بن عثمان قد قام من عنده وهو متغير الوجه، فقلت له: ما لك؟ فقال لي: قال لي أبو يعقوب: لم أضفت قوما يحملون في أوعيتهم الخمر وهو الآن في بيتك. فقم معي حتى ترى حقيقة ذلك. فذهبنا في جماعة إلى أن دخلنا داره. فوجدنا البيت الذي نزل فيه أضيافه مغلقا، ففتحناه وفتشنا رحال أضيافه فوجدنا فيها وعاءين من المسكر فحققنا فراسته لذلك" .
    نفس الشيء، في ما تعلق بنقل رواية الكمامة والبقرة، حيث نقلها ابن عبد العظيم الزموري بخصوص أبي يعقوب يوسف دفين تيط: قالت زوجة أبي يعقوب، إذا أراد أبو يعقوب أن يشرب لبنا يجعل الكمامة لبقرته حتى يوصلها ملكا من أملاكه فينزعها عنها، ويرعاها بنفسه، يفعل بها ذلك أياما، فتحلب له، ويشرب من لبنها، ويأكل من سمنها.
    وكذلك بالنسبة لقضية السهو مع أبي اسحاق المشترائي، ورواية المشي على الماء والطيران، ووالي صنهاجة الذي لدغته الأفاعي

    RépondreSupprimer
  30. بدعوة من أبي يعقوب يوسف، وحفر البئر ، وصب ماء زمزم فيه ، وركوب السحابة.
    وهذا يدل على نقل لرواية وقعت في مكان وزمان آخر، ونسبها إلى أبي يعقوب يوسف دفين أسول والذي تقول الرواية بكونه من شيوخ القرن العاشر الهجري.
    إن هذا الخلط يجد تربته الخصبة في تشابه الأسماء وتعددها، حيث بالإضافة إلى وجود أبي يعقوب يوسف في الروايتين، هناك أبو عبد الله أمغار الكبير والصغير/الأصغر، والذين ينتمون جميعا إلى نفس الشجرة ولهم علاقة بأبي يعقوب يوسف موضوع كتابنا هذا.

    محمد جنبوتي، الأولياء في المغرب: الظاهرة بين التجليات والجذور التاريخية والسوسيوثقافية، حياة وسير بعض مشاهير أولياء المغرب، منشورات كنال أوجوردوي، مطبعة دار القرويين، الطبعة الرابعة 2008 ص 192.
    Lieutenant LECONTE; Les Ait Morghad; cité par Marcel Lesne; ref cité ; p 101
    léon l'Africain; Descripion de l’Afrique; T II; P 376; cité par Marcel Lesne; m c; p 101
    مولاي الحسن اخروش، مرجع سابق، ص 25.
    مولاي الحسن اخروش، المرجع نفسه، ص 15، 39 و40، في حين يرى مارسيل لانس أن مغادرة كروان للمنطقة نحو الشمال كان حوالي 1650م، مارسيل لانس، مرجع سابق، ص 99.
    ر.هنري، مرجع سابق، ص19.
    د.أحمد الوارث، مرجع سابق، ص 442 و443.
    قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الكيسي الغربي مادحا جناب البدلاء العشرة من بني أمغار، في قصيدة تقع في ثلاثين بيتا سماها " القصيدة السنية في مدح أهل المقامات السمية ":
    بسادات عين الفطر قُدس روحهم توسلْ إلى الرحمان في السر والجهر
    ينجيك جل الله مما تخافه ويأتيك بالألطاف من حيث لا تدري
    أولائك أحزاب الله والعِثرة التي بهم يستعان عند محتبس القطر
    فيا كاشف الظلما ويا رافع السما وباسط النعما ويا مسبل الستر
    بعبدك (إسماعيل) غوث زمانه وب(إسحاق) السمي إلى منتهى الفخر
    وبقطب تـاج العارفين (محمد) أبي البدلاء السبعة السادة الغر
    ب(عبد العظيم)المستقيم و(يوسف) و(عبدالسلام) السالك السالم الصدر
    وبالحبر (عبد الحي) حيهلا به وبالعدل (عبد الله) يا له من حبر
    وذي النور(عبد النور)قدس روحه وب(ميمون) الميمون خاتمة العشر
    أعنني على ديني ودنياي سيدي ولا تخزني يوم القيامة في الحشر
    وهي نفس الأسماء التي أوردها محمد جنبوتي، محمد جنبوتي، مرجع سابق، ص 192
    ابن الزيات، مرجع سابق، ص 426.
    ابن الزيات، مرجع سابق، ص 426.
    ابن الزيات، المرجع نفسه، ص 426 و427.
    محمد بن عبد العظيم الازموري، بهجة الناظرين، راجع د.احمد الوارث، مرجع سابق، ص295،
    د.احمد الوارث، مرجع سابق، ص 311،
    د.احمد الوارث، مرجع سابق، ص 314،
    د.احمد الوارث، المرجع نفسه، ص 334،
    د.احمد الوارث، المرجع نفسه، ص 342،
    د.احمد الوارث، المرجع نفسه، ص 343،

    RépondreSupprimer

  31. 4- تناقضات الرواية الشفوية:

    إن التمحيص والتدقيق في تفاصيل الرواية الشفوية، يوصلنا إلى تناقضات داخلية وجبت الإشارة إلى أهمها:
    _ تقول الرواية إن أبا يعقوب يوسف استوطن المدينة رفقة أخوين له وهما إسماعيل وزكريا، ثم تؤكد على أن أبا يعقوب هو ابن أبي عبد الله أمغار الكبير الذي أنجب سبعة أولاد وهم: أبو عبد الخالق، أبو يعقوب يوسف، أبو محمد عبد السلام، أبو محمد عبد النور، أبو الحسن عبد الحي، أبو عمر ميمون وأبو محمد عبد الله. فإسماعيل وزكريا ليسا ضمن أبناء عبد الله أمغار، اللهم إن كانت الأخوة من جهة الأم وهو ما لم تشر له الرواية.
    _ اسم زوجة أبي يعقوب يوسف هو أم سليمان وتارة يقال لها تودة، وقد امتنعت عن الزواج حتى أتاها رجل من المدينة، وأنجبت له سبعة أبناء وهم مولاي إسماعيل، مولاي عيسى، مولاي احمد، مولاي عبد الكريم، مولاي مومن، مولاي عبد الواحد ومولاي عبد الرحمان. أي انه لا وجود لابن يحمل اسم سليمان حتى تسمى عليه الأم.
    _ نفس الشيء ينطبق على أبي يعقوب يوسف، فالمفترض أن يكون من بين أبنائه من يحمل اسم يعقوب كما درجت العرب على ذلك.
    _ تشير الرواية إلى أن أبا يعقوب توفي أواخر القرن العاشر الهجري، وهو بن أبي عبد الله أمغار الذي عاش في القرن السادس الهجري وعاصر علي بن يوسف بن تاشفين المرابطي. فمن المستحيل أن يعمر لأربعة قرون.
    _ حينما تقول أم سليمان: خرج الشيخ أبو يعقوب الحسني إلى البحر ليلا، فأغلق الأبواب دونه فنمت ساعة حتى انتبهت فلم أجده في البيت.... فعن أي بحر تتحدث أم سليمان إذا كان الأمر يتعلق ببلدة أسول.
    _ إن عدم وجود بلدة باسم أسول وكذا اللغة التي تحيل إلى الأمازيغية نْسُولْ آرْ تْسُولْ، بدل اللغة العربية المفترض أن يتحدث بها، لمن تناقضات الرواية. إضافة إلى أن التصاق ركبة الناقة بالأرض، وحسب نفس المنطق، كان يعني وجوب إنهاء الرحلة.
    _ ينضاف إلى هذا التناقض، ما يقال انه حذوة فرس لازالت آثارها في منطقة أخرى، ويقال إن أبا يعقوب كان ممتطيا إياه فارا من أعدائه في كلميمة.
    _ الشيء نفسه بالنسبة لرواية مغادرة المدينة المنورة، حيث إن رواية الأزموري تخص القرن الرابع الهجري، في حين يتم إسقاطها على القرن العاشر الهجري. ومما يدل على هذا النقل غير السليم لأحداث يمكن أن تكون وقعت في زمان آخر، كون أبي يعقوب يوسف هو ابن أبي عبد الله أمغار الصغير.

    بعد التطرق إلى الرواية الشفوية وكشف أسسها ومنطلقاتها وتناقضاتها، يجدر بنا الآن البحث في بعض المصادر والكتب التي تحدثت عن أبي يعقوب يوسف لكشف جانب الحقيقة من الأسطورة.

    كانت المنطقة تحمل اسم "امجران" والذي يرى البعض أنه جمع "أمجر" أي المنجل بحكم شكل المنطقة الذي يشبه المنجل، في حين يرجعه البعض الآخر إلى تحريف ل "إملوان" القبيلة التي استوطنت المنطقة قديما.

    RépondreSupprimer
  32. _ أبو يعقوب يوسف من خلال بعض الكتب والمصادر التاريخية:

    يلف غموض كبير تاريخ ونسب أبي يعقوب يوسف، ولم تزده الرواية الشفوية وبعض المخطوطات التي تطرقنا إليها سابقا سوى غموضا وتشابكا وتضاربا في الآراء، والذي يرجع بالأساس إلى تداخل الأسطورة مع مجموعة من الوقائع والأحداث التاريخية، والى النقل غير السليم للأحداث وتسلسلها الزماني وكذا مكان حدوثها.
    وإذا كان من الضروري الاستعانة والاعتماد على الكتب والمراجع التاريخية، فان هاته الأخيرة للأسف تحوي اختلافات وتناقضات كبيرة فيما بينها بخصوص أبي يعقوب يوسف وأسرته.
    وقبل محاولة إعادة تركيب الأحداث وفق المعلومات والمراجع المتوفرة، نرى لزاما استعراض مختلف الكتب التي تحدثت عن أبي يعقوب يوسف وعرض المعلومات التي تتضمنها.

    1- استعراض لمختلف الكتب التي تناولت أبا يعقوب يوسف:

    في دراسة نشرت في مجلة الأرشيف المغربي ، والتي تعتبر تلخيصا لما جاء في كتاب الشيخ عبد العظيم الزموري، يشير سالمون أنه حصل على الكتاب حينما كان في مدينة القصر، وهو كتاب من عدة صفحات بدون عنوان أو تاريخ. و يبدو الكتاب كتلخيص لعمل كامل يتكون من ثلاثة أجزاء: الشرفاء، والأولياء، وقبائل المغرب.
    وحسب الدراسة، وفي سياق حديثه عن الشرفاء المغاريين ، يقول الزموري أن شيخ الشيوخ الشريف الحسني مولاي عبد الله الملقب بأمغار فر إلى المشرق رفقة أخيه مولاي إسماعيل، وأقاما في جدة بالسعودية حيث تفرغا للعبادة حتى رأيا في منامهما الرسول يأمرهما بالعودة إلى المغرب لتكوين أسرة حاكمة. فعادا واستقرا بعين الفطر، وهناك وجدا السكان الصنهاجيين يحكمهم محمد بن سعيد الصنهاجي والذي زوج ابنته لمولاي عبد الله.

    RépondreSupprimer
  33. وحكم مولاي عبد الله الإمارة، وبعد وفاته ترك ابنا خلفه وهو أبو عثمان مولاي سعيد بن الشيخ عبد الله أمغار.
    وترك مولاي سعيد تسعة أبناء ذكور كلهم أبدال، نبلاء وهم:
    1_ الابن الأكبر مولاي إبراهيم: استقر بأفوغال، خلف ابنين هما الحسن والحسين، وهذا الأخير خلف مولاي عبد الله صاحب تامصلوحت.
    2_ أبو زكريا الذي توجه إلى حاحا، لم يخلف سوى بنتين فقط.
    3_ أبو يعقوب الذي سيستقر بالصحراء في ملوان والذي كان اسمه يوسف. وقد خلف سبعة أبناء وهم: أحمد الشريف الذي سكن ملوية، محمد في تادلة والذي خلف بدوره أولاد أيت داود أوموسى بن محمد بن يعقوب أمغار، إسماعيل بن يعقوب الذي استقر قرب أبيه في ملوان، عبد السلام، موسى، يحيى ويعقوب.
    4_ سيدي إسماعيل الذي بقي بجانب أخيه مولاي عبد الله في عين الفطر، وخلف سيدي محمد الذي استقر في بلاد تامسنا.
    5_ مولاي عبد الله،
    6_ سيدي محمد الذي فر إلى الصحراء في سجلماسة،
    7_ مولاي عبد السلام الذي لجأ إلى أوطاط الزيتون،
    8_ مولاي عبد الرحمان الذي استقر بالسوس الأقصى، وترك ابنا حمل اسم جده الكبير مولاي عبد الله أمغار، وأصبح يعرف بعبد الله أمغار الصغير الذي استقر في تادلة في مدينة داي،
    9_ وأخيرا عمر الذي استقر بتلمسان.
    ويرجع شجرة عائلة الشرفاء الحسنيين المنحدرين من عبد الله أمغار إلى جدهم الأكبر عبد الله بن عبد الخالق بن إسحاق بن علي بن عبد المومن بن عبد الرحمان بن عبد العظيم بن زيد بن علي بن عبد الله بن إدريس بن عبد الله الكامل ...
    إن ما كتبه G. Salmon يبدو مخالفا تماما لما يقوله عبد العظيم الأزموري في بهجة الناظرين وأنس الحاضرين، حيث يشير إلى إن جد آل أمغار الذي أتى إلى المغرب في القرن الرابع الهجري كان يسكن بالمدينة المنورة وهو إسماعيل أمغار، ثم انتقل إلى جدة، ومنها انتقل مع أخوين له، أبي يعقوب وأبي زكريا، فاستوطن بموضع بساحل البحر وهو الذي سمي برباط عين الفطر قرب أزمور.. وذكر الأزموري أن الموضع الذي أقام به إسماعيل كان ملكا لقبيلة جدالة إحدى أشهر القبائل الصنهاجية، وقد لاحظ الصنهاجيون وجود هذا العابد فأعلموا بذلك قائدهم عبد العزيز بن بطار الذي أعجب بشخصية إسماعيل الذي صارت بينه وبين حيوانات المنطقة ألفة، فاقترح عليه أن يزوجه ابنته فقبل، وأصبحت هذه المصاهرة ذات فعالية في خلق انسجام بين الشرفاء الأمغاريين وبين صنهاجة أزمور حتى أصبحوا يعرفون أحيانا بالشرفاء الصنهاجيين نتيجة التجاور والمصاهرة.. وأن إسماعيل ولد له ولد سماه إسحاق.

    RépondreSupprimer
  34. ولعل هذا الاختلاف يرجع إلى وجود مؤرخين بنفس الاسم وهما عبد العظيم الأزموري الأكبر (عاصر المرينيين)، وعبد العظيم الأزموري الأصغر(ت 900هـ).
    إن ما أورده G. Salmon من معلومات، وان كانت تجيب عن جزء من الإشكالية والتي تتمثل في اسم أبي يعقوب الذي أخذه من ابن له يحمل اسم يعقوب، كما شرحت انتشار الأمغاريين في ربوع المغرب، إلا انه لم يكشف عن تاريخ مغادرة عبد الله أمغار للمغرب وتاريخ عودته، كما سقط في تناقض مع كتب أخرى ليس اقلها كتاب عبد العظيم الزموري نفسه والذي سبقت الإشارة إليه.
    إلا انه وبمقاربة المعطيات المتوفرة مع المعطيات التاريخية، يظهر أن أبا يعقوب من شيوخ القرن التاسع. حيث بالرجوع إلى ما قدمه سالمون عن الزموري، فإبراهيم الأخ الأكبر لإخوته ومنهم أبو يعقوب هو جد عبد الله بن الحسين صاحب تامصلوحت، وهذا الأخير توفي سنة 977 هـ.
    وقد أورد ذ.إدريس أبو إدريس رواية أخرى، تختلف جذريا عن سالمون، حيث اعتبر أبا يعقوب يوسف ابنا لمولاي عبد الله أمغار الصغير صاحب تامصلوحت. حيث أكد أن: "...ولا غرابة كذلك أن نجد مولاي عبد الله أمغار يتفرع هو الآخر عدد من شيوخ الزوايا في الجهة الجنوبية من المغرب، فابنه مولاي عبد الله المعروف بالصغير هو الذي أسس زاوية تامصلوحت بنواحي مراكش، وهو الذي أرسل أحد أبنائه، أبو يعقوب لتأسيس زاوية بالسفح الجنوبي الغربي للأطلس الكبير بمنطقة تافيلالت لدى قبائل أيت مرغاد، حيث نعرف أن هناك أسرا ادريسية متفرعة عن هذا الشيخ مؤسس زاوية أسول" .
    بالرغم من كون إدريس أبو إدريس تحدث عن أسول وعن أبي يعقوب وظروف انتقاله إليه، كما يستشف منه تاريخ ذلك الذي سيكون في القرن العاشر انطلاقا من تاريخ وفاة صاحب تامصلوحت، إلا أنه يبدو أن إدريس أبو إدريس تداخلت لديه المعلومات ولم يميز بين أبي عبد الله أمغار الصغير (شيخ الإمام الجزولي) الذي توفي أواسط القرن التاسع الهجري، وعبد الله بن احسين صاحب تامصلوحت، ومدى استحالة أن يكون عبد الله أمغار الصغير ابنا لعبد الله أمغار الكبير الذي عاصر الأمير المرابطي يوسف بن علي وتوفي سنة 537هـ .
    وأورد دولاشابيل ، انطلاقا من النص الذي عثر عليه في الأطلس المتوسط بزاوية الشيخ التابعة للزاوية الناصرية بتامكروت، وهو من إنشاء السي ابراهيم بن أحمد الناصري، رواية مختلفة.
    وقد جاء فيها أن أبا يعقوب يوسف شريف ادريسي، وفي بداية حياته، غادر بيت أبيه متوجها إلى تونس للدراسة. وقد كان متفوقا في

    RépondreSupprimer
  35. علومه وعمله واحتل درجة عليا. وكافأه شيخه حيث سلم له ناقة وقال له: امتط الناقة حتى البلدة المسماة أسول، وهناك ستقيم. وقال له أيضا: حينما ستصل الناقة إلى أسول، ستتوقف. وبعد وصوله إلى أسول، طلب من الساكنة أن تبيع له مكانا لإقامة زاويته لكنهم استهزؤوا به ورفضوا إقامته بينهم، حيث طلب منه أحدهم زرع المكان الذي يريد الإقامة فيه بالذهب والفضة. فقبل وتوجه إلى النهر حيث أخذ الرمل والحصى ثم قال: باسم الله، فتحول الرمل والحصى إلى فضة زرع بها مساحة شاسعة، وأخذ السكان الفضة وملؤوا بها مخازنهم.
    وحدد أبو يعقوب الأرض التي قام بشرائها، لكن بعد عودة السكان إلى منازلهم، وجدوا أن الفضة التي وضعوها في المخازن قد تحولت إلى أفاعي وعقارب. فغادر أيت ايمور البلدة وتفرقوا في تونفيت، أيت سخمان، اشقرن وأيت احند.
    واجتمع صلحاء الجنوب، وقصدوا أبا يعقوب فوجدوه منشغلا بفعل الخير. فاقترحوا عليه قيادة الجنوب على مسافة أربعين يوما مشيا على الأرجل على أربع جهات، فقبل ذلك.
    وكان مولاي إسماعيل بن علي، يمارس سلطانه في قصبة تادلة وأسس بها سبع مدن إحداها في داي قرب قصبة بني ملال...، وقطع عليه "أيت واستر" طريق مراكش، وقطع عليه أيت يمور طريق فاس، ما دفعه إلى الذهاب خفية إلى سيدي أبي يعقوب وطلب منه أن يتوسط له لدى القبائل لتساعده.
    وهكذا دعا أبو يعقوب القبائل التي يقودها إلى الاجتماع حوله، وطلب من كل قبيلة أن تعطي فصيلا لمساعدة مولاي إسماعيل بن علي. فوافقت القبائل وطلبت من أبي يعقوب تعيين حفدته لقيادتهم.
    هاته الوثيقة تعطي معلومات مختلفة تماما عن الروايات السابقة، وتتخلص من جزء من الجانب الأسطوري من حياة أبي يعقوب يوسف، كما تؤكد وجود ناقة هي التي استعملها أبو يعقوب في تحركه وسفره، بل الأكثر من ذلك، تؤكد أن أبا يعقوب يوسف عاصر إسماعيل العلوي الذي امتد حكمه من (1082- 1139هـ/1672-1727م)، أي إن أبا يعقوب هو من شيوخ أواخر القرن الحادي عشر. وهو الشيء الذي يتناقض مع ظهائر أصدرها إسماعيل العلوي لفائدة حفدة أبي يعقوب ومنها على الخصوص الظهير الصادر بتاريخ جمادى الثانية عام 1100هـ لفائدة سيدي لحسن بن منصور من ذرية سيدي أبي يعقوب بن محمد.
    كما أن وثيقة تايسا الأولى لزاوية أسول 1645م/1055هـ في إطار اتحادية ايت يافلمان ، وقعها أولاد أبي يعقوب يوسف مما يثبت استحالة أن يكون أبو يعقوب يوسف معاصرا للسلطان العلوي المولى إسماعيل، وربما تعلق الأمر بأحد حفدته أو بشخصية أخرى.
    وهو ما يؤكده كتاب R.HENRY الذي تحدث عن شرفاء أبي يعقوب يوسف، حيث يقول انه في النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي، وصل يوسف بن الشيخ عبد أمغار، المعروف بأبي يعقوب إلى واحة اغريس. وعائلته من الينبوع.

    RépondreSupprimer
  36. وبعد محاولتين فاشلتين للاستقرار في كلميمة وتاديغوست، تمكن من الاستقرار في المدخل الجنوبي لمضايق تاغيا بإمجران بالمحاداة مع قصر أسول الذي كان يقيم به إملوان .
    وتزوج أبو يعقوب بامرأة من قبيلة إملوان تسمى لالة سليمان المعروفة بتودة التي خلفت له سبعة أبناء.
    وينقل هنري رواية هي أقرب إلى الرواية الشفوية المنتشرة بالمنطقة ، حيث يقول إن أبناء أبي يعقوب حينما يريدون محو ألواحهم يمرون وسط حقول أيت منزور (جزء من قبيلة إملوان)، هؤلاء اتهموا الأبناء بسرقة الغلة. فطلب أبو يعقوب من أبنائه وضع أيديهم فوق رؤوسهم أثناء المرور وسط الحقول.
    فاشتكى مرة أخرى أصحاب الحقول من أرجل الأبناء التي تسيء للزرع. ما دفع بأبي يعقوب بعرض شراء الممر بين الزاوية والوادي مقابل زرعه بالنقود التي طلبها المعنيون.
    وكلما زرع أبو يعقوب الممر، يظهر مالكون جدد يدعون ملكيتهم للأرض، ثم يزرعه من جديد، حتى تبين له أن هناك من سبق له الاستفادة من بيع الممر، فقال لهم: اذهبوا لبيوتكم وستجدون مالكم.
    وبعد عودتهم لمنازلهم، وجدوها تموج بالعقارب والأفاعي .
    وقد ضمن ر.هنري عقدين في كتابه، الأول تم بموجبه منح الأمان لأولاد أبي يعقوب يوسف من طرف القبائل الأمازيغية، كما يبين أن أبا يعقوب يوسف هو ابن لعبد الله أمغار حيث نجد فيه: أولاد القطب الرباني والغوث... الشريف الإدريسي مولاي أبي يعقوب بن عبد الله أمغار... . وعقد آخر تم بموجبه منح الحماية لأبناء أبي يعقوب من طرف قبائل: أيت يافلمان، أيت مرغاد، أيت ياحي، وأيت ازدك، مؤرخ في 1055هـ/ 1645م، كما تضمن صيغة "جدهم السيد أبو يعقوب...".
    إلا أن التاريخ الذي أورده ر.هنري لتأسيس زاوية أبي يعقوب (النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي) ، يتناقض وكون أبي يعقوب يوسف ابنا لعبد الله أمغار الصغير .
    وفي هذا الصدد، يرى محمد المازوني أن زاوية أسول تأسست على يد أحد أبناء أبي عبد الله الستة وهو أبو يعقوب يوسف في منتصف القرن التاسع الهجري . حيث إن أبا عبد الله أمغار الصغير أشار على أبنائه الستة بالخروج وإشهار أمرهم بين القبائل، بموازاة إشارته على تلميذه الجزولي. وهكذا استقروا ب: أفوغال (إبراهيم)، تادلا بجوار مركز داي، تافيلالت، عند وادي غريس، وبالضبط زاوية أسول...
    إن الكتب والمراجع التي تحدثت عن أبي يعقوب يوسف لم تكن منسجمة، كما أنها لم تعط معلومات دقيقة عن تاريخه ميلادا ووفاة، وكذا رحلته إلى المنطقة. وهذا ما يحتم علينا إعادة قراءة تاريخ أسرة آل أمغار ورصد تحركاتها ورحلاتها.

    RépondreSupprimer
  37. G. Salmon; L'OPUSCULE DU CHAIKH ZEMMOURY SUR LES CHORFA ET LES TRIBUS DU MAROC; Etude parue dans Archives Marocaines, TOME II, fascicule 2 (1905)
    G. Salmon; REF CITEE; P 261 A 263.
    وهي تشبه إلى حد ما الشجرة المتضمنة في مخطوط أبي محمد عبد الله بن عبد الله بن عمر المدغري التي تخص أبا يعقوب الشبوكي الذي هو حسب المخطوط: يوسف بن محمد بن احمد بن عبد الله بن عبد الخالق بن علي بن عبد القادر بن عبد الرحمان بن مصباح بن صالح بن سعيد بن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل...،
    راجع د.أحمد الوارث، مرجع سابق، ص 41 و42.
    ذ.إدريس أبو إدريس، في التصوف المغربي، آل أمغار تيط أو عين الفطر: بين الواقع التاريخي والخيال، سلسلة الندوات رقم 17/2006، التقاطات من التاريخ العثماني والمغربي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، مطبعة دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، الطبعة الأولى 2006، ص 120.
    ويرجع سبب هذا الخلط إلى سرعة كتابة المقال حيث يقول إدريس أبو إدريس: "هذه بعض الملاحظات التي سجلتها _على عجل_ لما أثارني في مقال ..."، إدريس أبو إدريس، مرجع سابق، ص123.
    De la chapelle , le sultan Moulay Ismail et les berbères sanhaja du Maroc central, Archives marocaines, vol XXVIII, publication de la direction des affaires indigènes section sociologigue, Paris honore champion, éditeur , 1931 , P 37 à 40.
    Marcel Lesne: les zemmour Essai d’histoire tribale; Revue de l'Occident musulman et de la Méditerranée; Année 1966 Volume 2, P 124.
    Larbi Mezzine ; Le Tafilalet, contribution à l’histoire du Maroc au XVII et XVIII ème siècle , publication de la Faculté des lettres et des sciences humaines, Rabat, 1987, P 93.
    88 ر.هنري، مرجع سابق، ص 13.
    ر.هنري، مرجع سابق، ص13،
    وغالب الظن أن ر.هنري، ارتكز على تلك الرواية حيث يذكر من بين مصادره بعض شيوخ المنطقة وكذا الفقيه أبو عبد الله بن عبد الله بن عمر المدغري والتي سبقت دراستها مع ما اعتراها من خلط بين أبي يعقوب يوسف بن عبد الله أمغار الكبير دفين تيط، وأبي يعقوب يوسف بن عبد الله أمغار الصغير دفين أسول،
    ر.هنري، المرجع نفسه، ص15،
    R.HENRY, OP.CIT, ANNEXE
    ويبدو أن الطريقة التي اعتمدها ر.هنري لحساب تاريخ وجود أبي يعقوب هي التي كانت السبب في تحديد المرحلة، حيث اعتمد على شجرة نسب توجد بحوزة حدو تراس البالغ من العمر آنذاك (حوالي سنة 1933) خمسين سنة، وهو من الجيل الرابع عشر من أبي يعقوب يوسف. واعتمد القاعدة التالية: (13 في 25) زائد 50 تساوي 375. أي 1933 ناقص 375 تساوي سنة 1558. بينما لو تم الاعتماد على القاعدة الخلدونية سيعطي التاريخ التالي: كل مائة سنة بثلاث أشخاص أي 14 شخص تعطي تقريبا 467 سنة، و 1933 ناقص 467 تساوي 1466 أي بداية النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي.
    يرى العربي مزين أن عبد الله أمغار الصغير عاش في النصف الأول من القرن 15م، ومن المحتمل أن ابنه أبا يعقوب قد عاش في النصف الثاني منه، العربي مزين، مرجع سابق، ص115.
    محمد المازوني، آل أمغار في تيط وتامصلوحت، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط: 1986-1987، ص 178،
    هو أبو عبد الله محمد بن محمد الحسن بن علي بن أبي عبد الخالق بن أبي عبد الله بن أمغار الكبير، محمد المازوني، المرجع نفسه، ص 172،
    محمد المازوني، مرجع سابق، ص 177،

    RépondreSupprimer

  38. 2_ مسار أسرة أبي يعقوب يوسف:

    إن تتبع مسار أسرة أبي يعقوب يوسف مرتبط اشد الارتباط بالأسر الحاكمة للمغرب، في كل فترة من الفترات المعنية، وتعاملها مع الشرفاء عموما ومع الأسرة الأمغارية على وجه الخصوص.
    وقد مكننا البحث من الوقوف على مراحل منيرة، في حين يعتم الشك والظلام على مراحل أخرى.
    فقد كانت بداية الأدارسة في فاس حيث تسلم محمد الحكم بعد وفاة أبيه إدريس وقسم المغرب على إخوته.
    ورغم الاختلاف بين المؤرخين حول منطقة نفوذ إخوة محمد بن إدريس، فجميع المعلومات المتوفرة تذهب في كون عبد الله بن إدريس هو صاحب تامدلت المتواجدة على بعد كلمترات من أقا، أي أن منطقة السوس الأقصى كانت ضمن منطقة نفوذ عبد الله بن إدريس.
    وتبقى كيفية الانتقال من تامدلت إلى عين الفطر وزمنها يكتنفها غموض كبير. حيث كان أبو الفداء إسماعيل أمغار أول من نزل بتيط ن الفطر مع أخويه أبي يعقوب وأبي زكريا ثم نزح أخواه عن تيط فنزل أبو يعقوب بشبوكة ونزل أبو زكريا بلاد حاحة. وقد كان ذلك في بداية القرن الخامس الهجري .
    ويرى إدريس أبو إدريس أن منطقة أزمور تدخل ضمن منطقة تامسنا التي كانت تابعة للبورغواطيين الذين كانوا من ألذ أعداء الأدارسة، الذين حاربوهم لاعتبارهم زنادقة وكفرة...، وهذا ،دون شك، ما دفع إسماعيل أمغار بعد أن تفتت دولة الأدارسة أن يأتي للمنطقة، ولكن كداعية ديني، ومصلح للشوائب التي علقت بالإسلام وبمنطقة بورغواطة، خاصة وأنها على الطريق المؤدية إلى السوس الأقصى بعد تشتتهم من فاس .
    ولم تكن الحرب سجالا دائما بين البورغواطيين والأدارسة، فكان السلم يسود أيضا، وكذا التبادل التجاري، وكان أهل اغمات والسوس الأقصى يصلون إلى البورغواطيين وكذلك قوم من سجلماسة.
    ومن هذا المنطلق، فإسماعيل أمغار ليس مجهول الهوية عند قبائل المنطقة في تلك الفترة ، كما أن قدومه من المشرق يصبح محل تساؤل كبير .

    RépondreSupprimer
  39. وخلف إسماعيل ابنه أبو جعفر إسحاق الذي ارتحل بأمه إلى أيير بساحل دكالة وذلك في حدود 419هـ/1028م. وقد رزق فيها بولدين: جعفر ومحمد. ولم يعد إلى تيط إلى عند ظهور المرابطين، حوالي سنة 447هـ/1055م.
    إن هذا الانتقال من تيط إلى أيير ثم العودة إلى تيط، مرتبط بالصراع الذي كان دائرا مع البرغواطيين في تلك المرحلة حيث كان نفوذهم يمتد ليشمل دكالة في كثير من الأحيان ، ويقال انه في أيام أبي جعفر إسحاق وقعت فتنة بين برغواطة وقبيلة زناتة مما أدى إلى خروجه من دكالة وسكن بموضع أيير.
    وبعد وفاة أبي جعفر إسحاق ، خلفه على رأس الرباط في تيط ابنه محمد المعروف بأبي عبد الله أمغار.
    عاش أبو عبد الله محمد أمغار بن أبي جعفر إسحاق بن إسماعيل أمغار خلال القرن السادس الهجري، وعاصر الأمير المرابطي علي بن يوسف ، وأوائل الدولة الموحدية، أي مرحلة انتقال الحكم من دولة المرابطين إلى دولة الموحدين، حيث توفي حوالي 537هـ/1143م.
    وقد أنجب سبعة أبناء: أبو عبد الخالق عبد العظيم، أبو يعقوب يوسف، أبو محمد عبد النور، أبو محمد عبد السلام، أبو الحسن عبد الحي، أبو عمر ميمون، أبو محمد عبد الله.
    ودفن الإخوة السبعة بالإضافة إلى أبيهم وجدهم أبي جعفر إسحاق وإسماعيل أمغار في رباط تيط، على نحو قول احدهم وهو يتحدث للملك عن علو شأنهم، إن:"رباط عين الفطر، في موضع واحد دفنت فيه عشرة أبدال من بيت واحد، من صلب واحد، شرفاء من آل رسول الله ص. فقال له: نعم، ذلك البيت بيت أبي عبد الله أمغار، بديل بن بديل بن بديل، وأولاده السبعة بدلاء" .
    وكانت علاقة الموحدين بآل أمغار قد توطدت منذ البداية، حيث كان المهدي بن تومرت لاجئا في رباط تيط.
    ورغم ذلك، فعلاقة الموحدين بآل أمغار لم تخلو من نزاعات وصراعات ، حيث يقول الفقيه الكانوني أن الخليفة عبد المومن الموحدي أرسل جريدة مع عبد الله بن فاطمة اللمتوني لتامسنا فقتل منهم في تيط ستمائة.
    ومما يؤكد التدبدب في العلاقة بين الموحدين والأمغاريين، أنه لما عزم محمد الناصر بن يعقوب المنصور الموحدي على السفر إلى الجهاد، بعث إلى الشيخ أبي عبد الخالق يلتمس منه الدعاء ليعينه على الجهاد في سبيل الله وقمع أعداء الله.

    RépondreSupprimer
  40. كما كتب له المامون سنة 625 هـ أثناء نزاعه مع يحيى المعتصم على السلطة بعد وفاة عبد الله بن يعقوب المدعو العادل سنة 624 هـ/1227م ، طالبا منه تزكية بيعته. وقد ساند شيخ الرباط المأمون دون تردد، وطلب منه بأن "يأخذ الحركة إلى مراكش ويستعين بالله، وإنا [يقول الشيخ] نتكفل لك على ذمة الله تعالى أن يهب لك ملككم، ويجعلكم خليفة، لكونكم أهلا للخلافة، لأن لك عقلا وافرا ورأيا صالحا".
    وبعد ذلك، حاول الخليفة الرشيد (630-640هـ/1232-1242م) فرض ضريبة على الجماعة الصوفية لرباط تيط الفطر، وكان ذلك زمن أبي الحسن علي بن أبي عبد الخالق بن أبي عبد الله أمغار.
    وخلال خلافة المرتضى (646-665 هـ/1248-1266م) ثار الوالي الموحدي أبو فارس عزوز بن يبروك بن أمغار ضد الخليفة الموحدي المرتضى، والتجأ إلى حرم رباط تيط، واعترف بسيادة الأمير المريني يعقوب بن عبد الحق (656-685هـ/1258-1286م). وقد عاقب المرتضى خيانته بإعطاء أمره لتهديم سور رباط تيط الفطر واقتحام حرمة الشيخ. إلا أن شيخ الرباط أظهر معارضة شديدة لقائد المرتضى، أبو القاسم الهنائي المكلف بتعقب الثائر ابن يبروك. وكان ذلك زمن الشيخ أبي عبد الرحمان بن عبد الله بن أبي عبد الله الخالق بن أمغار.
    وقد حاول الخليفة أبو دبوس الذي خلف المرتضى، تأمين مساندة شيوخ رباط تيط بأن أصدر ظهيرا في ربيع الأول من عام 665 هـ (أي بعد ثلاثة اشهر فقط من الحكم) يحملهم فيه على "الكرامة والمبرة والرتبة الدائمة والحماية التي يقيهم ضروب الضيم والمضرة"، فضلا عن إعفائهم من "الوظائف المخزنية، والكلف الناشئة، وجميع ما يلزم من المؤن والسخر"، طالبا منهم التصدق بأعشارهم وتفريقها على المساكين، جريا على عادتهم في الصلاح . إلا أن محاولته منيت بالفشل، لأن شيوخ تيط مالوا لجانب المرينيين، واعترفوا مبكرا بسلطتهم.
    ولم يتردد المرينيون في إقرار ما بظهير أبي دبوس الموحدي للأمغاريين، "بل أضافوا إليه امتيازات مادية ، وبادروا إلى الاعتراف المبكر لهم بشرف نسبهم، بل قدموهم على رأس الركب الرسمي للحج في سنة 703هـ" .
    وقد عاصر الشيخ أبو موسى عيسى بن أبي الحسن بن أبي عبد الخالق، الملك أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق.
    وفي عهده أيضا، التقى الامغاريون بأبناء عمومتهم من أبي يعقوب الشبوكي، وأبي زكريا الحاحي.
    كما عرفت فترة المرينيين، عودة الشرفاء إلى مدينة فاس التي ظلت خالية من النسب الشريف منذ أن أجهز موسى بن أبي العافية على دولة الأدارسة .
    وقد عرف رباط تيط ومعه الأمغاريون ركودا وتراجعا حتى زمن أبي عبد الله أمغار الصغير، متزعم الحركة السياسية في تيط، الذي أنعش النشاط الصوفي في هذا الرباط . وفي هذا الصدد يسجل المازوني أنه "ابتداء من القرن الثامن الهجري، لم نعد نسمع عن شيوخ مبرزين، فقد تحول اهتمام الشيوخ المتعاقبين إلى الخطط الدنيوية كالقضاء والإمامة والفتوى. وحصل تحول ملحوظ عن منطلقات الرباط الأولى"، كما أن "تخلي الدولة المرينية بعد أبي عنان عن دعم الأمغاريين ماديا وسياسيا ساهم في تراجع سمعة الرباط".

    RépondreSupprimer
  41. وحسب المازوني دائما، فقد "تزامن نهوض أبي عبد الله أمغار وأزمة أشمل عاشها المغرب في أواسط القرن التاسع الهجري (أزمة حكم وسلطة، أزمة بسبب التهديدات الأجنبية وآثارها على الاقتصاد والحياة الاجتماعية، أزمة العقيدة وسيادة الانحرافات والمعتقدات البدعية" .
    وقد أشار الأزموري، في تقييده، إلى أن أبناء أبي عبد الله الصغير الستة رحلوا عن تيط دفعة واحدة، وذلك أوائل القرن التاسع الهجري أي قبل وفاة أبي عبد الله أمغار المقدرة بين 840 و850هـ/1436 و1146م .
    وهكذا خرج إبراهيم وزكريا إلى حاحا، وأبو يعقوب يوسف وأبو عبد الله محمد إلى الأطلس الكبير الشرقي الموالي للصحراء الشرقية، وعبد الرحمان إلى سوس وعبد الله إلى مركز داي القديم بأطلس تادلا .
    وعندما نزل البرتغاليون بمدينة أزمور، هرب سكان تيط والمدينة الواقعتين غربي هذا الموقع، حيث وجد البرتغاليون تيط خالية، فأذنوا للسكان الراغبين في العودة إلى ديارهم بالرجوع إليها، وقاموا بإسقاط جانبين من السور في اتجاه أزمور وآسفي لمنع التحصين عنهم في حال ثورتهم، وهكذا استرجعت تيط سكانها والذين قاموا بتقديم الطاعة للأمير البرتغالي ، وأعلنوا خضوعهم والتزموا للبرتغاليين بأداء إتاوة سنوية. لكن السلطان الوطاسي محمد نظم حملة عسكرية ضد البرتغاليين، واستولى على تيط وقتل جابي الملك البرتغالي ورحل سكان المدينة إلى ضواحي فاس ثم أمر بتخريب الأسوار حتى لا يستعمل البرتغاليون هذا الحصن سنة 1514م/919هـ، وهذا ما يفسر انتقال من تبقى من بني أمغار من تيط إلى فاس، وبداية تراجع دور ومكانة تيط حتى لم يبق بها إلا صومعتها البارزة والبرج المشيد في واجهة البحر مع القبب المشيدة على عظماء هذا البيت كالشيخ أبي الفداء إسماعيل والشيخ أبي عبد الله أمغار، والشيخ أبي يوسف يعقوب بن أبي عبد الله أمغار وغيرهم...
    ونظرا للموقع الذي أصبح يحظى به الأمغاريون، فقد عرفت علاقتهم بالدولة والأسر الحاكمة توترات كبيرة، فحين ظهر الشيخ أبو محمد عبد الله بن حسين المغاري بمراكش وكثرت الجموع عليه وقصده الناس من كل جهة، أرسل إليه السلطان السعدي الغالب بالله (توفي سنة 981هـ): إما أن تخرج عني أو أخرج عنك، فقال الشيخ ابن احسين:"بل أنا أخرج" وخرج من فوره إلى تامصلوحت فكان من أمره ما كان . واتهمه السعديون بسوء الأدب مع المخزن بل أكثر من ذلك، قاموا بتسمير زاويته .
    وكان وقع لمولاي إبراهيم المغاري خلاف مع السلطان زيدان السعدي الذي طلب منه مغادرة مراكش، واتهم بانتحاله المذهب الشيعي، وبمحاولة قلب نظام الحكم السعدي في مراكش، قبل أن يتراجع الأخير ويبعث له بظهير يسترضيه فيه ويأمر له بالتوقير والاحترام والإنعام.

    RépondreSupprimer
  42. وبعد التطرق لمسار أسرة آل أمغار والذي وضح بما فيه الكفاية استقرار الأمغاريين بتيط التي ابتدأت خالية وموحشة في عهد إسماعيل أمغار وانتهت إلى ذلك في العهد الوطاسي أي بعد حوالي خمسة قرون من العمران والعلم والدعوة والكرامات، وكذا مغادرتهم لها في اتجاهات مختلفة ورحيل أبي يعقوب يوسف إلى أسول لتأسيس زاوية هناك، نرى لزاما استعراض شجرات نسب الأسرة وخصوصا ذات الارتباط الوثيق بأبي يعقوب يوسف.
    وجبت الإشارة إلى انه إذا كان النسب الشريف للأمغاريين لم يكن في بداية الأمر محل نقاش واختلاف كبير، حيث حظوا بظهائر قديمة جدا تعترف لهم بهذا النسب، إلا انه ابتداء من أواخر الدولة المرينية، حاول الأحفاد إثبات النسب الشريف ووجدوا مشاكل كبيرة. ويرجع السبب على ما يبدو إلى ما اعتبره البعض المشروع السياسي لأبي عبد الله أمغار الصغير وأبنائه الستة في أواخر القرن التاسع الهجري/15م، والمشاكل التي ظهرت جراء ذلك مع مختلف الأسر الحاكمة في المغرب خصوصا السعديين.

    RépondreSupprimer

  43. V_ شجرة نسب أبي يعقوب يوسف:

    لشجرة النسب أهمية كبيرة في تحديد نسب كل فرد أو عائلة، لذا عملت جل الأسر على وضعها والاحتفاظ بها وتحيينها. ونظرا للاضطهاد الذي تعرض له الشرفاء في مراحل تاريخية معينة، وكذا للامتيازات الكبيرة التي حظوا بها في مراحل أخرى، فقد أصبح اندثار شجرة أو اصطناعها شيئا عاديا ومألوفا.
    هذا الاندثار والاصطناع أدى إلى وجود عدة مشجرات للنسب تخص فردا واحدا، أو عائلة بأكملها. حيث لم يعد غريبا العثور على شجرة نسب لفرد تختلف عن شجرة نسب أخيه.
    ولا تخرج شجرة نسب أبي يعقوب يوسف عن هاته القاعدة، فأثناء بحثنا في الموضوع وجدنا العديد منها، مما يتطلب إخضاعها للدراسة الدقيقة والعميقة بناء على المعطيات التاريخية، كما يمكن استعمالها لمحاولة تحديد الفترة التاريخية التي عاش خلالها أبو يعقوب.

    RépondreSupprimer

  44. 1_ أهم مشجرات النسب لأبي يعقوب يوسف وأسرته:

    من بين العديد من مشجرات النسب الخاصة بأي يعقوب يوسف التي وجدناها خلال البحث، نستعرض أهمها ، وهي:
    (أ) _ الشجرة التي أوردها الشيباني وهي: ...أبي يعقوب يوسف، بن (11) الشيخ أبي عبد الله محمد أمغار الصغير، يعني دفين طيط مدينة العلم، وهو شيخ الإمام الجزولي، صاحب دلائل الخيرات، بن (10) أبي زكريا يحيى بن (9) الشيخ أبي عبد الله أمغار الكبير، بن (8) الشيخ أبي جعفر إسحاق، بن (7) الشيخ أبي إسماعيل إبراهيم، بن (6) أبي عثمان سعيد، بن (5) عبد الله، بن (4) عبد الخالق، بن (3) عبد العظيم، بن (2) أبي عثمان سعيد، بن (1) عبد الله، بن المولى إدريس الأنور، بن المولى إدريس الأكبر، بن عبد الله الكامل،..." .
    (ب) _ شجرة قديمة بخط قديم محفوظة عند حفدة أبي عبد الله آمغار: (24) أبو عبد الله سيدي محمد أمغار بن (23) الشيخ أبي جعفر سيدي إسحاق بن (22) إسماعيل بن (21) محمد بن (20) أبي بكر بن (19) احمد بن (18) الحسين (مصغرا) بن (17) عبد الله بن (16) إبراهيم بن (15) يحيى بن (14) موسى بن (13) عبد الكريم بن (12) مسعود بن (11) صالح بن (10) عبد الله بن (9) عبد الرحمن بن (8) محمد بن (7) أبي بكر بن (6) تميم بن (5) ياسر بن (4) عمر بن (3) يحيى بن (2) أبي القاسم بن (1) عبد الله بن إدريس باني فاس .
    وهي نفس الشجرة التي نجدها في كتاب الإشراف على بعض من بفاس من مشاهير الأشراف .
    (ج) _ الشجرة التي أوردها صاحب الدرر البهية والجواهر النبوية حيث يقول: وأما المغاريون أهل عين الفطر بمدينة آزمور من قبيلة دكالة، فنسبوا إلى جدهم القطب الكبير والعلم الشهير (25) أبي عبد الله سيدي محمد فتحا بن (24) جعفر بن (23) إسحاق بن (22) إسماعيل بن (21) محمد بن (20) أبي بكر بن (19) احمد بن (18) الحسين بن (17) عبد الله بن (16) إبراهيم بن (15) يحيى بن (14) موسى بن (13) عبد الكريم بن (12) مسعود بن (11) صالح بن (10) عبد الله بن (9) عبد الرحمن بن (8) محمد بن (7) أبي بكر بن (6) تميم بن (5) ياسين بن (4) عمر بن (3) يحيى بن (2) القاسم بن (1) عبد الله بن الإمام مولانا إدريس الأزهر رضي الله عنه. وهي تشبه الشجرة السابقة مع وجود اختلاف بسيط يخص جعفر بن إسحاق (أبي جعفر إسحاق) وياسر (ياسين).
    (د) _ الشجرة التي تتحدث عنها الرواية الشفوية والموجودة في بعض الأوراق التي تحمل طابع نقيب الشرفاء الأدارسة رشيد مولاي الراوي: (22) يوسف بن (21) محمد بن (20) أبي بكر بن (19) محمد بن (18) الحسن بن (17) عبد الله بن (16) ابراهيم بن (15) يحيى بن (14) موسى بن (13) عبد الكريم بن (12) المسعود بن (11) صالح بن (10) عبد الله بن (9) عبد الرحمان بن (8) محمد بن (7) أبو بكر بن (6) تميم بن (5) ياسر بن (4) عمر بن (3) يحيى بن (2) أبي القاسم بن (1) عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن...
    وهي نفسها التي نقلها أبو محمد عبد الله بن عمر المدغري، مع اختلاف بسيط في (20) أبي بكر بن (19) محمد، حيث نجد: أبي بكر بن أحمد. وفي (6) تميم بن (5) ياسر، حيث نجد: تميم بن يس.
    (هـ) _ شجرة توصلت بمضمونها من طرف صديق دراسة كان جده نقيبا للشرفاء اليعقوبيين ببلدة ارشيدة:...أبو يعقوب يوسف، بن (31) الشيخ أبي عبد الله سيدي أمحمد، بن (30) أمغار الصغير (مدينة العلم شيخ الجزولي)، بن (29) أبي بكر، بن (28) عبد المومن، بن (27) أبي عثمان، ابن (26) أبي سليمان، بن (25) أبي زكريا يحيى، بن (24) الشيخ أبي عبد الله أمحمد أمغار الكبير، بن (23) الشيخ أبي جعفر سيدي إسحاق، بن (22) إسماعيل، بن (21) أمحمد، بن (20) أبي بكر، بن (19) احمد، بن (18) الحسين الصغير، بن (17) عبد الله، بن (16) إبراهيم، بن (15) يحيى، بن (14) موسى، بن (13) عبد الكريم، بن (12) مسعود، بن (11) صالح، بن (10) عبد الله، بن (9) عبد الرحمان، بن (8) محمد، بن (7) أبي بكر، بن (6) تيم، بن (5) يسير، بن (4) عمر، بن (3) يحيى، بن (2) أبي القاسم، بن (1) عبد الله، ابن إدريس الأصغر، ابن إدريس الأكبر (دفين زرهون)، ابن عبد الله الكامل...
    (و) _ وأخيرا، الشجرة التي يحتفظ بها بعض حفدة أبي يعقوب يوسف، وهي في حالة جيدة: (21) أبي يعقوب يوسف، بن (20) محمد، بن (19) أبي بكر، بن (18) أحمد، بن (17) لحسن، بن (16) عبد الله، بن (15) إبراهيم، بن (14) يحيى، بن (13) موسى، بن (12) عبد الكبير، بن (11) مسعود، بن (10) صالح، بن (9) عبد الله، بن (8) عبد الرحمان، بن (7) أبي بكر، بن (6) تاميم، بن (5) ياسين، بن (4) عمر، بن (3) يحيى، بن (2) أبي القاسم، بن (1) عبد الله، بن مولانا إدريس الأزهر، بن مولانا إدريس الأكبر، بن عبد الله الكامل، بن الحسن المثنى، بن الحسين، بن ...

    RépondreSupprimer
  45. لتسهيل دراسة وتحليل "الشجرات"، سنقوم بترقيمها انطلاقا من إدريس الثاني.
    أحمد الشيباني الادريسي، مرجع سابق، ص 215-216،
    ذكرها محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني في سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، الجزء الثاني، ص 290،
    محمد الطالب ابن الحاج السلمي المرداسي أبو عبد الله الفاسي (ت: 1273 هـ)، الإشراف على بعض من بفاس من مشاهير الأشراف، تحقيق: جعفر ابن الحاج السلمي، المكتبة الحيدرية - قم - إيران- الطبعة الأولى والثانية، 1424هـ/2004م، ص114.
    مولاي إدريس الفضيلي، الدرر البهية والجواهر النبوية، الجزء الثاني، 1420هـ_1999م، مراجعة ومقابلة ذ.أحمد بن المهدي العلوي وذ.مصطفى بن أحمد العلوي ص161و 162.

    RépondreSupprimer

  46. 2_ دراسة مشجرات النسب لأبي يعقوب يوسف:

    إن الدراسة العميقة للشجرة التي أوردها الشيباني، وخصوصا المقطع التالي: "… أبي يعقوب يوسف، بن الشيخ أبي عبد الله محمد أمغار الصغير، بن أبي زكريا يحيى بن الشيخ أبي عبد الله أمغار الكبير..."، يبين بالملموس أن هناك حلقة مفقودة.
    فكما سبقت الإشارة إلى ذلك، أبو عبد الله أمغار الكبير توفي سنة 537هـ أو ما يقاربها، وأبو عبد الله محمد أمغار الصغير (شيخ الإمام الجزولي )، من أهل القرن التاسع الهجري، ووفاته في أواسطه وضريحه ببلاد آزمور . وكان أبو عبد الله محمد أمغار توفي قبل وفاة الجزولي حيث كان هذا الأخير يقول: "كان شيخنا سيدي محمد أمغار –رضي الله عنه- يقول..." .
    فلا يعقل أن تتم تغطية الفترة الممتدة من 537هـ أو قبلها بكثير ، و840/850هـ ، من طرف شخصين فقط، وهما أبو زكريا يحيى ومحمد أمغار الصغير، أي باعتماد الحساب، سيكونان قد عمرا لأزيد من ثلاثة (3) قرون.
    كما أن غياب ابن لمحمد أمغار الكبير يحمل اسم أبي زكريا يحيى، يضرب في العمق مصداقية هاته الشجرة.
    إن هذا النقص في سلسلة السند هو ما تغطيه الشجرة (هاء): "... (30) أمغار الصغير (مدينة العلم شيخ الجزولي)، بن (29) أبي بكر، بن (28) عبد المومن، بن (27) أبي عثمان، ابن (26) أبي سليمان، بن (25) أبي زكريا يحيى، بن (24) الشيخ أبي عبد الله أمحمد أمغار الكبير..."، أي أن هناك خمسة ( 5) أشخاص بدل شخص واحد.
    أما المشجرات الأخرى، فرغم الاختلاف الظاهري بينها، فإنها تتشابه إلى حدود التطابق في حدود الحفيد الثاني والعشرين (22) من إدريس الثاني . وبالخصوص الشجرات (ب)، (ج) و(هـ).
    أما الشجرة (و)، فتتميز بسقوط اسم الحفيد الثامن محمد انطلاقا من إدريس الثاني.
    كما أن المشجرتين (و) و(د)، تختلفان مع المشجرات الأخرى في حدود الحفيد (21) أو (22)، حيث يظهر يوسف بن محمد أو امحمد بدلا عن إسماعيل بن محمد أو امحمد. وإسماعيل هذا ليس سوى إسماعيل أمغار جد عبد الله أمغار.
    إن هذا الاختلاف الظاهري، يتلاشى ويختفي إذا استحضرنا رواية الأزموري التي تتضمن معلومات عن وجود ثلاثة إخوة: إسماعيل، أبو زكريا وأبو يعقوب يوسف استوطنوا الجزيرة العربية ودخلوا إلى المغرب بمنطقة تيط قبل أن يفترقوا.
    وبدمج المشجرتين معا، نحصل على ما يلي: (22) إسماعيل أخ أبي يعقوب يوسف وأبي زكريا، أبناء (21) أمحمد (أو محمد)، بن (20) أبي بكر، بن (19) احمد، بن (18) الحسين الصغير، بن (17) عبد الله، بن (16) إبراهيم، بن (15) يحيى، بن (14) موسى، بن (13) عبد الكريم، بن (12) مسعود، بن (11) صالح، بن (10) عبد الله، بن (9) عبد الرحمان، بن (8) محمد ، بن (7) أبي بكر، بن (6) تيم، بن (5) يسير، بن (4) عمر، بن (3) يحيى، بن (2) أبي القاسم، بن (1) عبد الله، ابن إدريس الأصغر، ابن إدريس الأكبر...

    RépondreSupprimer
  47. إن هذا الدمج يلغي العديد من الاختلافات الظاهرية كما يضع الشجرة في إطارها التاريخي، ويؤكد أن أبا يعقوب يوسف الذي تتحدث عنه غالبية المشجرات ومعها الرواية الشفوية، تخص أبا يعقوب يوسف الشبوكي، أخ جد أبي عبد الله أمغار صاحب تيط. أي أن أبا يعقوب يوسف هذا، عاش في أواخر القرن الرابع الهجري وبداية القرن الخامس، مادام أبو جعفر إسحاق عاصر تميم بن زيري الزناتي المغرواي الذي حكم إمارة مغراوة من 424هـ إلى 431هـ.
    ويبقى العدد الهائل من الأشخاص الفاصل بين عبد الله بن إدريس الثاني المتوفى سنة 230هـ، وعبد الله أمغار الكبير المتوفى سنة 537هـ، مثيرا للشك والريبة خصوصا وأنه يبلغ اثنى وعشرون (22) شخصا في ظرف ثلاثمائة وسبع (307) سنوات .
    وتبقى الشجرة (هاء) هي التي تغطي المرحلة الأطول، من بداية دولة الأدارسة إلى القرن العاشر الهجري. لذا وجب تعميق البحث عندها، وذلك بتقسيمها إلى أجزاء ثلاثة:
    & الجزء الأول: وهو الذي سبقت الإشارة إليه في حديثنا عن "الشجرات" الأخرى التي تشبهها، وتمتد من عبد الله بن إدريس إلى إسماعيل (أخ أبو يعقوب وأبو زكريا)، جد عبد الله أمغار. وسبق أن أشرنا بخصوص هذا الجزء إلى العدد الكثير للأشخاص الذين تعاقبوا على هاته الفترة مقارنة بالزمن.
    & الجزء الثاني: وهو الممتد من إسماعيل أمغار إلى عبد الله أمغار الصغير: "...(30) أمغار الصغير (مدينة العلم شيخ الجزولي)، بن (29) أبي بكر، بن (28) عبد المومن، بن (27) أبي عثمان، ابن (26) أبي سليمان، بن (25) أبي زكريا يحيى، بن (24) الشيخ أبي عبد الله أمحمد أمغار الكبير، بن (23) الشيخ أبي جعفر سيدي إسحاق، بن (22) إسماعيل...". هذا الجزء يغطي الفترة الممتدة بين بداية القرن الخامس، والنصف الثاني من القرن التاسع الهجري أي ما يقارب أربعمائة وخمسين (450) سنة: أي ما يناهز عشرة (10) أفراد في ظرف يقارب أربعمائة وخمسين (450) سنة. وهو عدد قريب شيئا ما من القاعدة الخلدونية.
    إلا أن أهم خلل تعانيه هاته الشجرة، أو جزء منها على الأقل، هو غياب ابن لأبي عبد الله أمغار الكبير يحمل اسم أبي زكريا يحي، حيث خلف أبو عبد الله أمغار، كما رأينا سابقا، سبعة أبناء وهم: أبو عبد الخالق، أبو يعقوب يوسف، أبو محمد عبد السلام، أبو محمد عبد النور، أبو الحسن عبد الحي، أبو عمر ميمون وأبو محمد عبد الله.
    وفي هذا المجال، يقول المازوني أن عبد الله أمغار الصغير هو أبو عبد الله محمد بن محمد الحسن بن علي بن أبي عبد الخالق عبد العظيم بن محمد أمغار الكبير .
    & الجزء الثالث: وهو الممتد من عبد الله أمغار الصغير إلى أبي يعقوب يوسف:"... أبي يعقوب يوسف، بن (31) الشيخ أبي عبد الله سيدي أمحمد، بن (30) أمغار الصغير (مدينة العلم شيخ الجزولي)..."، وهو جزء يطرح إشكالا كبيرا بحكم حديث البعض عن كون أمغار الصغير هو نفسه أبو عبد الله محمد، وأن أبا يعقوب يوسف هو ابن أبي عبد الله محمد أمغار الصغير مباشرة.

    3_ الحقبة التاريخية لأبي يعقوب يوسف:

    RépondreSupprimer
  48. عاش الإمام الجزولي خلال القرن التاسع الهجري حيث ولد سنة 807هـ وتوفي سنة 870هـ.
    محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني، ، ص 291، ويرى المازوني أن وفاة أبي عبد الله أمغار كانت بين 840 و850هـ/1436 و1446م، محمد المازوني، آل أمغار في تيط وتامصلوحت، مرجع سابق، ص 177،
    محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني، المرجع نفسه، ص 21.
    أي تاريخ ولادة أبي زكريا يحيى الذي يمكن أن يكون في نفس سنة وفاة الأب أو قبلها بسنوات أو عقود من الزمن.
    في غياب تاريخ محدد لوفاة أبي عبد الله محمد أمغار الصغير،
    هذا بغض النظر عن بعض الاختلافات والتي نعتبرها إملائية وراجعة إلى طريقة كتابة الشجرة وقراءتها: ياسر ،يسير وياسين، القاسم وأبي القاسم، مسعود والمسعود، محمد وامحمد، تيم، تاميم وتميم، عبد الكبير وعبد الكريم، الحسين والحسن ولحسن...
    محمد غير موجود في الشجرة التي يحتفظ بها حفدة أبي يعقوب يوسف.
    إن هذا العدد يختلف جذريا عن القاعدة الخلدونية القائلة بثلاثة رجال لكل مائة سنة، أي في حالتنا هاته تسعة (9) رجال وليس أكثر من عشرين أي ما يفوق الضعف.
    المازوني، آل أمغار في تيط وتامصلوحت، مرجع سابق ص 172،


    3_ الحقبة التاريخية لأبي يعقوب يوسف:

    RépondreSupprimer

  49. 3_ الحقبة التاريخية لأبي يعقوب يوسف:

    إن انعدام دراسة ومعلومات خاصة عن الشيخ أبي يعقوب يوسف، يجعل من الصعوبة بما كان تحديد الفترة التي عاش خلالها. بل إن الإشكال يتجاوز فارق السنوات القليلة، إلى فارق القرون وذلك بحسب الرواية والمتحدث (بكسر الدال) والمتحدث (بفتح الدال) عنه والمرجع المعتمد.
    ولإماطة اللثام عن هاته الفوارق، نستعرض تواريخ مختلف الروايات وأزمنتها، لعلنا نصل إلى تاريخ معين أو تقريبي.
    تجدر الإشارة بداية، إلى أن منطقة بويعقوب عرفت الاستقرار في وقت مبكر. يدل على ذلك بقايا البنيان القديم، روايات المسنين وأسماء بعض الأماكن حيث يستشف منها أن المنطقة سكنتها قبائل/مجموعات قبلية: إملون، كروان، إزناكن، بني مطير، أيت يلول، أيت الياس، أيت ويليد، أيت عطا، أيت ألغم، أيت مرغاد...
    إن موضوع أبي يعقوب يوسف، مكننا من التعرف (اكتشاف) ثلاثة أشخاص على الأقل، يحملون هذا الاسم وينتمون لحقب زمنية مختلفة ومتباعدة مع وجود خيط رابط بينهم جميعا: حيث ينتمون إلى نفس الشجرة أو نفس الأسرة فهم يدخلون في ما يمكن تسميته بالأمغاريين من أبناء عبد الله بن إدريس. فأبو يعقوب يوسف (أخ إسماعيل وأبي زكريا) ، الذي كان مقيما بالينبوع حسب الرواية الشفوية ورواية عبد العظيم الزموري، وبمقاربة المعطيات والأحداث التاريخية، يتجلى بوضوح أنه من أبناء أواخر القرن الرابع وبداية القرن الخامس الهجري.
    إلا أن أبا يعقوب يوسف هذا، لا يوجد دليل ملموس على انه دفين أسول، وما قيل عنه لا يعدو أن يكون أنه توغل إلى الصحراء ، أو شبوكة .
    ثم هناك أبو يعقوب يوسف، ابن عبد الله أمغار الكبير، وقد توفي سنة 614هـ، وقد أكد المؤرخون والباحثون أنه عاش ومات ودفن بتيط.
    وقد نقل الكثير عن أبي يعقوب يوسف بن عبد الله أمغار وتم نسبه إلى أبي يعقوب يوسف دفين أسول، وعلى الخصوص بعض كراماته وخوارقه.
    وأخيرا، أبو يعقوب يوسف الذي يقال انه بن أبي عبد الله أمغار الصغير، أي أنه من أبناء القرن التاسع الهجري على اعتبار أن أباه أبو عبد الله أمغار الصغير توفي ما بين 840 و850هـ، وكان أبو يعقوب قد غادر تيط رفقة إخوته في حياته.
    وبالرجوع إلى اتفاقية الحماية بين قبيلة أيت يافلمان: أيت مرغاد، أيت يزدي، أيت يحيى وأولاد أبي يعقوب يوسف والموقعة بتاريخ 1055هـ ، نجدها تتحدث عن مقام السيد محمد بن يوسف. وهذا الأخير عاش في أواخر القرن 16 الميلادي وهو من الجيل السابع من أبي يعقوب يوسف .

    RépondreSupprimer
  50. إن ورود اسم محمد بن يوسف في الوثيقة المؤرخة في 1055هـ، وأخذا بعين الاعتبار كونه من الجيل السابع من أبي يعقوب يوسف، يذهب في اتجاه وجود هذا الأخير قبل 200 سنة أي زهاء 855 هـ وهو تاريخ ليس ببعيد عن تاريخ وفاة أبيه (بين 840 و850 هـ)، ووفاة محمد سليمان الجزولي (870هـ)الذي خرج معه في نفس الوقت من رباط تيط.
    كما انقسام شرفاء أبي يعقوب وتأسيس قصور خاصة بهم (قصر أيت داود أموسى، قصر خادمت، قصر أكوراي، قصر أيت سيدي مح...)، وبداية الصراعات بينهم والتي انتهت أبرزها سنة 1160هـ/1747م ، يتطلب وقتا طويلا حتى تتناسل الذرية ويكثر الأبناء والأسر. وهذا بالتأكيد لا يمكن أن يحدث إلا في ظرف قرنين أو ثلاثة قرون.
    إن هاته المعلومات تمكننا من تحديد مجال زمني لوفاة أبي يعقوب يوسف قد يمتد من 855 هـ إلى 900 هـ أي أن وفاته كانت في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري. كما أن حديث الأزموري الصغير الذي توفي سنة 900هـ، عن أبي يعقوب يوسف وأبنائه وخصوصا محمد في تادلة الذي خلف أولاد أيت داود أوموسى بن محمد بن يعقوب أمغار، يذهب في اتجاه أن أبا يعقوب يوسف توفي قبل 900هـ، وقد يكون ذلك في بداية أو منتصف النصف الثاني من القرن التاسع الهجري.

    RépondreSupprimer
  51. تحدث محمد جنبوني عن إخوة إسماعيل أمغار واللذان هما أبو زكريا ويعقوب. وقد أورد أن أبو زكريا ويعقوب خرجا من مدينة أزمور إلى المناطق جنوبها، فبينما استقر أبو زكرياء في منطقة خاصة جنوب أم الربيع توغل أبو يعقوب إلى الصحراء، محمد جنبوتي، مرجع سابق، ص 192،
    أحمد الوارث، مرجع سابق، ص 41،
    العربي مزين، مرجع سابق، ص 94_95،
    العربي مزين، مرجع سابق، ص 99.
    ظهر نزاع بين أهل أكوراي وبني خادمت خلال النصف الأول من القرن الثامن عشر أدى إلى لجوء قسم من هؤلاء إلى أسول وآخرين إلى إفغ لدى آيت عطا. وقد تم إرجاع هؤلاء الأخيرين سنة 1160هـ/1747م إلى قصرهم وأراضيهم بموجب اتفاقية تايسا منحت لهم. ر.هنري، مرجع سابق، ص20.

    RépondreSupprimer
  52. خاتمــة:

    في غياب مكتبة رسمية خاصة بأبي يعقوب وبزاويته، وفي ظل صراع مستمر حول من ينتمي لأبي يعقوب من عدمه، مع ما يحتويه ذلك من مصالح واضحة، تبقى هوية أبي يعقوب تائهة بين روايات شفهية تتناقلها الألسن وتتغير بتغير معطيات الصراع والمصالح، ومصادر نادرة خضعت لصراعات تاريخية امتدت من انهيار دولة الأدارسة بالمغرب وما تلاها من محاولات لاستئصالها وقيام أسر أخرى حاولت قدر المستطاع استعمال النسب الشريف لتحقيق هيمنة إيديولوجية، سياسية واقتصادية على ربوع المغرب.
    ورغم ما توصلنا إليه من نتائج، تبقى مساحات أخرى يكتنفها الظلام خصوصا إذا علمنا أن الشجرة مبنية على أبي زكريا يحيى بن عبد الله أمغار الكبير والذي لم يشر إليه أي واحد من الكتاب والمؤرخين والذين اكتفوا بأبناء عبد الله أمغار السبعة والذين هم: أبو عبد الله الخالق، أبو محمد عبد السلام، أبو يعقوب يوسف، أبو الحسن عبد الحي، أبو محمد عبد النور، أبو محمد عبد الله، أبو عمر ميمون.
    كما أن القول بأن أبا يعقوب يوسف هو ابن لأبي عبد الله أمغار الصغير والحديث عن زيارة المولى إسماعيل العلوي له يحتاج إلى التعمق أكثر في البحث والعثور على براهين قد تكشف أسرارا أخرى يحتويها الموضوع. وخصوصا بعد سقوط رواية قدومه من الينبوع والتي وجدنا أنها خاصة بزمان ومكان آخر.
    كما أن القول بان أبا يعقوب يوسف هو ابن عبد الله أمغار أو غيره، لا يعني بالضرورة انه ابنه المباشر، ولنا أمثلة كثيرة في هذا المضمار حيث نقول مثلا المؤرخ عبد الرحمان ابن زيدان بينما اسمه الكامل ونسبه هو: عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان بن علي بن عبد المالك بن زيدان ابن السلطان المولى إسماعيل. وكذلك بالنسبة لمحمد بن سليمان الجزولي: حيث اسمه بالكامل هو: أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن سليمان.
    ويبقى السبيل إلى ذلك، تركيز البحث على أبناء أبي يعقوب وانتشارهم الجغرافي، وكذا البحث عن مزيد من المخطوطات والعقود التي طالها النسيان أو الإتلاف في محاولة لاسترجاع ذاكرة المنطقة التي تشكل جزءا من التاريخ المغربي المنسي أو الضائع.

    RépondreSupprimer
  53. فهـــــرس
    تمهيد
    -I مظاهر الاحتفال بموسم أبي يعقوب يوسف
    -II معيقات البحث في تاريخ أبي يعقوب يوسف ونسبه
    -1 غياب مكتبة خاصة بزاوية أبي يعقوب يوسف
    -2 تشابه الأسماء وتعدد اسم أبي يعقوب يوسف
    -3 اختلاف في نسب الشرفاء اليعقوبيين/الأمغاريين
    -4 ضبابية تاريخ الأدارسة وغياب التأريخ لفترات من تاريخهم
    5- محن الأدارسة وانتشار ظاهرة "التشرف"
    -III أبو يعقوب يوسف حسب الرواية الشفوية
    -1 مضمون الرواية الشفوية
    -2 كرامات وخوارق الشيخ أبي يعقوب يوسف
    -3 أسس ومنطلقات الرواية الشفوية
    -4 تناقضات الرواية الشفوية
    -IV أبو يعقوب يوسف من خلال بعض الكتب والمصادر التاريخية
    -1 استعراض لمختلف الكتب التي تناولت أبا يعقوب يوسف
    -2 مسار أسرة أبي يعقوب يوسف
    -V شجرة نسب أبي يعقوب يوسف
    -1 استعراض مشجرات نسب أبي يعقوب يوسف
    -2 دراسة وتحليل مشجرات النسب
    3- الحقبة التاريخية لأبي يعقوب يوسف
    خاتمة

    RépondreSupprimer
  54. المراجع:
    ¤ المصادر العربية:
    _ العربي اكنينح، تأسيس أول دولة عربية إسلامية في المغرب الأقصى، قيام الدولة الادريسية نشأة مدينة فاس: (تطورها في الزمان والمكان إلى حدود منتصف القرن 19)، مطبعة أميمة، فاس، الطبعة الأولى 2008.
    _ محمد جنبوتي، الأولياء في المغرب: الظاهرة بين التجليات والجذور التاريخية والسوسيوثقافية، حياة وسير بعض مشاهير أولياء المغرب، منشورات كنال أوجوردوي، مطبعة دار القرويين، الطبعة الرابعة 2008.
    _ د.محمد الطالبي و د.إبراهيم العبيدي، البرغواطيون في المغرب، مطبعة النجاح الجديدة_الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1999.
    _ أحمد بن خالد الناصري، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، دار الكتاب، الدار البيضاء، 54-1955م.
    _ علي بن عبد الله بن أبي زرع الفاسي، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط 1972.
    _ أبو زيد عبد الرحمان بن عبد الله التوجيني (ق11هـ_ 17 م)، عقد الجمان النفيس في ذكر الأعيان من أشراف غريس، الطبعة الأولى، دار الخليل القاسمي.
    _ أبي عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني، سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، تحقيق وفهرسة د.محمد حمزة بن علي الكتاني
    _ محمد المدرع النجار الاندلسي (ت 1147 هـ/ 34_1735م)، أرجوزة في مشاهير صلحاء فاس، تقديم وتحقيق وتعليق وفهرسة د.خالد بن احمد الصقلي كلية الآداب والعلوم الانسانية ظهر المهراز_فاس.
    _ الميلود قويسم بن الهدار، موسوعة التحقيق المتكامل في مناقب وقيم وتقاليد ونسب أولاد سيدي نايل ومن جاورهم من العروش والرفق والقبائل، أربعة أجزاء، الطبعة التجريبية الأولى 1427هـ/2006م.
    _ مولاي إدريس الفضيلي، الدرر البهية والجواهر النبوية، الجزء الأول والثاني، 1420هـ_1999م، مراجعة ومقابلة ذ.أحمد بن المهدي العلوي وذ.مصطفى بن أحمد العلوي، مطبعة فضالة.
    _ أبو القاسم الزياني (ت 1833م)، تحفة الحادي المطرب في رفع نسب شرفاء المغرب، تقديم وتحقيق ذ.رشيد الزاوية، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الطبعة الأولى، 1429هـ/2008م، مطبعة الأمنية_ الرباط.
    _ علي الجزنائي، جنى زهرة الآس في بناء مدينة فاس، تحقيق عبد الوهاب ابن منصور، الطبعة الثانية 1411هـ-1991م، المطبعة الملكية- الرباط.
    _ عبد الله بن محمد بن الشارف بن سيدي علي حشلاف، سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول، المطبعة التونسية، 1347 هـ- 1929م.
    _ أبو العباس احمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي (960-1025هـ، ذيل وفيات الأعيان المسمى درة الحجال في أسماء الرجال، المكتبة العتيقة، دار التراث، القاهرة، 3 أجزاء، حققه د.محمد الأحمدي أبو النور.
    _ أحمد الشيباني الإدريسي، مصابيح البشرية في أبناء خير البرية، الطبعة الأولى، 1408هـ/1987م.
    _ المريني العياشي، الفهرس في عمود نسب الأدارسة، الطبعة الأولى، 1407هـ/1986م.
    _ محمد الصغير بن الحاج بن عبد الله الوفراني النجار المراكشي الوجار، نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي، طبع على يد بردين صاحب المطبعة بمدينة انجي سنة 1888.

    RépondreSupprimer
  55. _ ديكودي طوريس، تاريخ الشرفاء، ترجمة الى العربية د.محمد حجي، د. محمد الأخضر، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا.
    _ د.خالد بن أحمد الصقلي، جوانب من تاريخ الأشراف بالمغرب وتحقيق أنسابهم، الذخائر العددان 11 و12، صيف_خريف 1423هـ_2002م.
    _ د. عبد الهادي التازي، آل البيت في المغرب.
    _ العباس بن إبراهيم السملالي، الإعلام من حل مراكش وغمات من الأعلام، راجعه عبد الوهاب بن منصور، عشرة أجزاء، الطبعة الثانية، 1413هـ- 1993م، المطبعة الملكية _الرباط
    _ أبي عبد الله محمد بن علي بن مصباح الشفشاونى الحسنى المغربي المعروف بابن عسكر المتوفى سنة 986 هـ، دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر، تحقيق محمد حجي، مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط، 1397هـ/1977م،
    _ محمد بن علي السنوسي الخطابي الإدريسي (ت: 1272هـ، كتاب الدرر السنية في أخبار السلالة الادريسية، مطبعة الشباب بمصر، 1349هـ.
    _ أبي العباس أحمد الخطيب الشهير بابن قنفذ القسنطيني المتوفى سنة 810 هـ،1407/1408 م، أنس الفقير وعز الحقير، إعتنى بتصحيحه ونشره محمد الفاسي وأدولف فور، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي، جامعة محمد الخامس، كلية الآداب.
    _ أبو عبد الله محمد بن عيشون الشراط 1109هـ/1697م، الروض العطر الأنفاس بأخبار الصالحين من أهل فاس، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة رسائل وأطروحات رقم 35، دراسة وتحقيق زهراء النظام، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1997.
    _ أحمد بن محمد المقري، روضة الآس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من أعلام الحضرتين مراكش وفاس، المطبعة الملكية الرباط، الطبعة الثانية 1403 هـ - 1983 م.
    _ أبي يعقوب يوسف بن يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن التادلي الذي عرف بابن الزيات 617 هـ-1220م، التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي، تحقيق أحمد التوفيق، منشورات كلية الآداب بالرباط، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة الثانية 1997.
    _ نبيل الكرخي، إبطال نسب شيوخ الصوفية، الطبعة الالكترونية الأولى 2009.
    _ مولاي عبد الرحمان ابن زيدان، المنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل بن الشريف، تقديم وتحقيق د. عبد الهادي التازي، الطبعة الأولى 1413 هـ-1993، مطبعة "اديال" الدار البيضاء.
    _ الباحث محمد الشارف عبد الله الخطابي الإدريسي الحسني، قرة العين في معرفة اليقين، سلالة آل البيت النبوي الشريف.
    _ محمد الطالب ابن الحاج السلمي المرداسي أبو عبد الله الفاسي (ت: 1273هـ)، الإشراف على بعض من بفاس من مشاهير الأشراف، تحقيق: أ. د. جعفر ابن الحاج السلمي، المكتبة الحيدرية - قم - إيران - الطبعة الأولى – 2004، عدد الأجزاء: 2،
    _ د.أحمد الوارث، التيار الصوفي في دكالة زمن الرباطات، منشورات المجلس العلمي المحلي للجديدة، الطبعة الأولى 1432-2011،
    _ محمد المازوني:
    _ "رباط تيط: من التأسيس إلى ظهور الحركة الجزولية"، ضمن: الرباطات والزوايا في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية-الرباط- 1997)، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ص 25-52.

    RépondreSupprimer
  56. _ آل أمغار في تيط وتامصلوحت، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط: 1986-1987،
    _ إدريس أبو إدريس، في التصوف المغربي: عين الفطر تيط أمغار بين الواقع التاريخي والخيال، "التقاطات من التاريخ العثماني والمغربي": رؤى تاريخية، سلسلة الندوات رقم 17/2006، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، مطبعة دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، الطبعة الأولى 2006،
    _ مولاي الحسن اخروش، المجتمع القبلي ودور الزوايا بالحوض الأعلى والأوسط لوادي غريس من القرن 8 هـ/14م إلى القرن 13 هـ/19م، مع دراسة وتحقيق مخطوط الإحياء والانتعاش في تراجم سادات زاوية آيت عياش لعبد الله بن عمر العياشي المتوفى سنة 1169 هـ، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز_فاس: 2002-2003،
    _ أحمد بن علي العلوي، أنساب الشرفاء الأدارسة
    _ مناقب الوالي الصالح القطب الغوث الرباني الفقيه العلامة السيد أبو يعقوب يوسف المغاري الذي يوجد ضريحه بإمجران وإخندو بأسول نفعنا الله ببركاته آمين، مجهول، (تحمل طابع رشيد مولاي الراوي، نقيب الشرفاء الأدارسة).
    _ مجلة الشرفاء البويعقوبيين.
    _ مجلة دعوة الحق، التصوف المغربي، تاريخ وفكر وتجليات، العدد 395، ربيع الثاني 1431هـ/أبريل 2010م، مطبعة الأمنية، الرباط.

    RépondreSupprimer
  57. ¤ المصادر الفرنسية:

    _ De la chapelle , le sultan Moulay Ismail et les berbères sanhaja du Maroc central, Archives marocaines, vol XXVIII publication de la direction des affaires indigènes, section sociologigue, Paris honore champion, éditeur, 1931.
    _ G.SALMON:
    _ Les chorfa idrissides de fès, Archives Marocaines, Tome Premier, publication Mission scientifique du Maroc, Paris, Ernest Leroux, Editeur, 1904
    _ L'OPUSCULE DU CHAIKH ZEMMOURY SUR LES CHORFA ET LES TRIBUS DU MAROC; Etude parue dans Archives Marocaines, TOME II, fascicule 2 (1905)
    _ Marcel Lesne :
    - les zemmour Essai d’histoire tribale; Revue de l'Occident musulman et de la Méditerranée; Année 1966 Volume 2, PP 111-154.
    - les zemmour Essai d’histoire tribale; Revue de l'Occident musulman et de la Méditerranée; Année 1967 Volume 3, PP 97-132.
    _ Larbi Mezzine ; Le Tafilalet, conribution à l’histoire du Maroc au XVII et XVIII ème siècle , publication de la Faculté des lettres et des sciences humaines, Rabat, 1987.
    _ M.E.MICHAUX-BELLAIRE,CONFERENCES Faites au cours préparatoire du service des affaires indigènes, Archives marocaines vol XXVII, Publication de la direction des affaires indigènes section sociologique, Paris honore champion, 1927.
    _ J.Benoist_Méchin, Histoire des Alaouites (1268_1971), Librairie Académique Perrin, 1994.
    _ R.HENRY, LES AIT BOU YACOUB, DOCUMENTS DU CENTRE DES HAUTES ETUDES ADMINISTRATIVES SUR L’AFRIQUE ET L’ASIE MODERNES, UNIVERSITE DE PARIS, « DOCUMENT C.H.E.A.M. N° 45 »

    RépondreSupprimer
  58. كل ما يتعلق بالامغاريين و فيه شيء عن زواية بو يعقوب كما في معلمة التصوف المغربي و كتاب تاريخ مدينة تيط و معلمة المغرب و بهجة الناظرين
    https://www.facebook.com/AlshrfaAlamgharywn

    RépondreSupprimer