30 janv. 2013

الأزمة المالية العالمية و المهرولون الاشتراكيون

في ظل الأزمة المالية العالمية التي يتخبط فيها النظام الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والتي بدأت بوادرها وآثارها الكارثية في هاته الأخيرة وانتقلت إلى باقي بقاع المعمور بسرعة الضوء بفعل الترابط العضوي بين الاقتصاديات العالمية,  تهافت العديد من ماركسيي القرن الواحد والعشرين والذين نسوا أو تناسوا تحليلات ومقولات الرفيق كارل ماركس الذي يؤكد ان كل ثورة اشتراكية أي انهيار رأسمالي يستوجب توفر شرطين: شرط ذاتي يتمثل في وجود تنظيم ثوري قادر على قيادة الجماهير نحو الأفق الاشتراكي وشرط موضوعي يتمثل في احتداد الأزمة في النظام الاستغلالي وتصدعات في بنيانه.

لقد أصبح الشرط الأول هو الثاني الذي هو الوحيد والنهائي حسب المهرولين الاشتراكيين ناسين أو متناسين الجانب الذاتي للحركة الاشتراكية المتمثل في ضرورة بناء حزب ثوري قادر على تحويل أزمة الرأسمالية إلى قوة خارقة وبناءة للنظام الاشتراكي.
لقد صدمنا كثيرا بمقالات من كل صوب وحدب تنهي الرأسمالية بمجرد أزمة ظرفية في ظل الأزمة البنيوية للنظام الرأسمالي. لست محتاجا إلى تذكير رفاقنا المهرولين الاشتراكيين بان الاشتراكية لم تبن سنة 1929 أي في ظل الأزمة المالية العالمية للرأسمالية وإنما في أوج صعودها أي توسعها وما نموذج الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية رغم فارق الزمان والمكان والشروط التاريخية إلا نموذجا ساطعا لكل الحالمين الطوباويين.
ان الاشتراكية العلمية تجاوزت منذ قرون طوباوية توماس مور ورفاقه وقدمت دراسة علمية لأنماط الإنتاج ولكيفية الانتقال من نمط إلى آخر... وقد برهنت بما فيه الكفاية ان طريق الاشتراكية لا يتأتى بالأحلام والارادوية وإنما بالعمل الدؤوب والتحليل العلمي,  انه أولا وأخيرا دراسة عميقة لواقعنا الذي يتطلب منا جهودا لمعرفة وتحليل ما هو كائن وتجميع القوى لمجابهته بعيدا عن جميع المقولات الجاهزة والمغامرة بشعارات فضفاضة لا تغني ولا تسمن من جوع, وما  الاتكال على أزمة مالية ظرفية نعترف أنها ملازمة للبناء الرأسمالي الاستغلالي سوى دليل قاطع على مستوى العجز والتأخر الذي تعيشه الحركة الاشتراكية وطنيا وعالميا. انه فعلا يثير العجب والشفقة ولا يطمئن على مستقبل الاشتراكية والاشتراكيين.
العديد من المقالات رددت كثيرا لقد انتهت الرأسمالية.  وأنا اسالهم: هل بدأت الاشتراكية؟
انظروا إلى فرنسا، ألمانيا، أمريكا، روسيا، اليابان، الصين، انجلترا... والبلدان التبعية...  هل انتم مرتاحون أيها الاشتراكيون لوضعها الاشتراكي؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire