14 janv. 2013

واقع المؤسسات التعليمية بالمغرب بين الوفا ومدير ثانوية أسول



قد يبدو العنوان غريبا شيئا ما، أو متناقضا إلى حد كبير وقد يثير تساؤلات عدة من قبيل العلاقة بين الوفا ومدير ثانوية أسول.
العلاقات كثيرة، متعددة ومتناقضة أيضا:
فالأول وزير للتعليم والثاني مدير ثانوية يخضع لتعليمات ومخططات الوزير،
الأول ينتمي لأقرب نقطة من أوباما (الرباط)، والثاني يشتغل في أبعد نقطة منه، منطقة أسول النائية،
إلا أن وجه المقارنة وشرط الكتابة نابع من شيء آخر، وهو تصريحات الشخصين، فالأول قال "والله أوباما ما عند باباه بحال هاد الثانوية اللي عندنا في المغرب"، والثاني قال "واش بغيتوني نتقيا".
الحوار المتمدن 

رغم اختلاف الظرف والمضمون _ حيث كان الأول يتحدث لإبراز مدى نجاعة سياسته التربوية وافتخاره بمنجزاته، والثاني تحدث عندما تحداه التلاميذ المضربون بزيارة تفقدية للاطلاع على واقع الداخلية المزري والمثير للشفقة_ فالتصريحان لهما أهمية كبيرة وتأويلات متعددة.
فقد يكون الوفا يتحدث عن ثانوية أسول التي يعرف وضعها المزري جيدا، وقدمها كدليل عكسي لأوباما،
وقد لا يعلم بمثل هاته المؤسسات وبوجودها في مغرب القرن 21، وفي هاته الحالة تكون المصيبة مزدوجة: الجهل والكذب.
أما اليقين في القضية، أن مدير الثانوية يعلم علم اليقين بواقع داخلية وثانوية أسول، ويعلم علم اليقين بجدية وجوهرية مطالب التلاميذ الذي يضطرون لخوض إضرابات بطولية دفاعا عن إنسانيتهم وكرامتهم ومطالبهم المعقولة والدستورية، ورغم ذلك يتعنت ويهدد ويتابع التلاميذ في مجالس تأديبية شكلية أفرزت حرمان التلاميذ من متابعة دراستهم وانقطاع البعض نهائيا.
وأمام هذا الواقع المأساوي، والذي تجاوز أسوار أسول ليصل إلى تنغير ويلج بوابة النائب الإقليمي الذي قام بجولات استطلاعية للمؤسسة ووضعها الكارثي واللاانساني، يبقى علم الوفا بالوضع من عدمه محط تساؤلات كبرى؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire