20 févr. 2015

عن دكتاتورية وزارة العدل والحريات المغربية

لا يجب النظر إلى مجموعة من الممارسات والقرارات التي تتخذها وزارة العدل بغض النظر عن الانتماء السياسي للوزير وكذا عن طبيعة الفكر الشمولي الاطلاقي للجماعة/الحزب التي ينهل منهما وينتمي إليهما.
فالجماعة الدينية ترى في نفسها الصواب وكل الصواب وما دون ذلك الفساد والعدو والشيطان.
ففكرها لا يميز بين مناضل يساري، 20 فبراير، رموز الفساد، الأحزاب الإدارية، الأحزاب اليمينية، الأحزاب اليسارية، الجماعات والتنظيمات الاسلاموية...، فكل هؤلاء يعرقلون خطوات الفكر الشمولي وتطبيقاته

4 févr. 2015

حينما يواجه الإرهاب بالإرهاب

صورة الطيار الأردني وهو يحترق أثارت مشاعر العالم بأسره، بجميع تعبيراته الايمانية (الإسلامي، اليهودي، المسيحي، البوذي، الملحد....)، وجميع تياراته السياسية (اليمين المتطرف، اليمين، اليسار، الليبرالي...)، وجميع دوله (الغربية، الإسلامية....).
وإذا كان الجميع يستنكر ويدين هاته الممارسات التي لا تجد سندا لها في جميع المواثيق الدولية والديانات، فان بعض الأصوات النشاز تذهب في اتجاه تبني هذا الفعل والممارسة الإجرامية وهي اتجاهان.
الاتجاه المنفذ للعملية والذي استند حسب الفيديو المنشور إلى بعض الأحاديث القليلة والمنزوعة من سياقها والتي تتنافى مع كل ما جاء في التعاليم الإسلامية التي تذهب في اتجاه معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية،
الاتجاه المبرر للعملية بما يقع للمسلمين في سوريا والعراق وأفغانستان وفلسطين ومصر وبورما...، هذا الاتجاه يستهجن الدفاع عن محرقة الطيار الأردني ويعرض صورا موازية تبين القتل والتنكيل التي يتعرض له المسلمون في مجموع بقاع العالم ويستهزئ من دفاع العالم عن شخص واحد والتخلي عن الملايين الأخرى.
والأخطر في العملية أن الآلة الإعلامية وسياسة الامبريالية تعمل جاهدا على إبراز العالم بوجهين لا ثالث لهما.
الوجه الأول وهو الذي تمثله داعش والقاعدة والذي يسوق على انه الكارثة القادمة والمهددة لكل الدول والأفراد على حد سواء ويجب مواجهته بكل الطرق الممكنة،
الوجه الثاني وهو هاته الأنظمة الرجعية التبعية التي يجب أن تتجند لمحاربة التطرف الديني، وكل مجازرها في حق شعوبها هي مبررة ومنطقية بحكم التصدي للإرهاب والإرهابيين.
هاته الثنائية تجعل كل صوت يدين الارهابان أي إرهاب داعش والقاعدة من جهة، والأنظمة الرجعية التبعية من جهة أخرى، إرهابا أخطر:
- فهو من جهة داعش والقاعدة إرهاب لأنه ينتقد ممارساتها ولا يؤمن بخطها وتراهاتها،
- ومن جهة الدول الرجعية التبعية إرهاب لأنه ينتقد ممارساتها الاقتصادية والسياسية ويفضح أكذوبة أو غطاء الخوف لتحقيق الإجماع حول قضايا الشعوب المصيرية،
- وهو من جانب الشعوب المضطهدة إرهاب لأنها لا ترى أعمالا فدائية وانتقامية لفائدة الضحايا سواء ضحايا الأنظمة التبعية الرجعية أو داعش والقاعدة.

في ظل هاته الأوضاع يصبح القتل والحرق والدمار معيارا للالتزام النضالي والأخلاقي اتجاه الوطن والمواطنين ويدفع اليسار ثمن تشرذمه وابتعاده عن الجماهير المكتوية بنيران القتل والدمار من جهة، ونيران الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية من جهة أخرى.