الهاتف النقال: فيه باس شديد و منافع للناس

بدأ بالوحدات، فالمئات, إلى ان اكتسح الملايين. استعمالاته تختلف من مجموعة إلى أخرى, فهناك من جعل منه شهادة سكنى وعنوانا بريديا, ومن ينجز به عمله, حلولا بأولئك الذين يبحثون به عن لقمة عيش وهم - للتدقيق أكثر- هن كثيرات.

قاسمه المشترك حسب كل هؤلاء انه يقصر المسافات ويتيح لنا الاتصال بمن هو بعيد. بعد قد يكون بضع مترات و قد يصل إلى مئات الآلاف من الكلمترات.

يتيح فتح العديد من المعارف. فيكفي الاتصال برقم هاتفي وقول انا فلان بن فلان من طرف فلان موظف أو معطل ب ...سلمني رقم هاتفك  أو تستعمل صيغة ركبت هذا الرقم بشكل عشوائي لأرى حظي....لتبدأ في تجاذب أطراف الحديث الذي قد ينتهي بلقاء و صداقة حميمية.

لكن ما لم نفكر فيه يوما هو سلبيات هذا الجهاز أو تأثيراته الجانبية. قد يقول قائل بان الطب برهن ان هذا الجهاز يضر بحاسة السمع, مضر بالشرايين, مضر بالقلب  وقد يكون مضرا أيضا بحاسة الشم واللمس والمعدة من يدري. لكن ليس هذا قصدي.

الم تكن يوما مركزا في الإجابة عن سؤال فإذا برنين هاتفك يذهب بتفكيرك

الم تكن جالسا إلى جانب صديقك ساعات طويلة كل يتحدث في هاتفه النقال مع شخص غريب دون التفاتة لصديقه الجالس جانبه والذي ستجيب كل سائل عنك انأ في المقهى مع فلان

الم تكن يوما غارقا في نومك تحلم انك تتجول في جنات عدن فهزك رنين الهاتف و افسد ليلتك

الم تحاول النوم يوما فاستعصى عليك ذلك و بمجرد ان غمضت عينيك هزك صوت هاتفك النقال

الم تنزو بنفسك يوما هروبا من ضجيج البشر والحجر فافسد عليك هاتفك انزواءك

الم تتعرض لوعكة صحية ألزمتك الفراش فاضطررت إلى ترك الفراش وتقديم مساعدة لصديقك بفعل هاتفك النقال

الم تكن يوما متجها إلى وجدة ووجدت نفسك في اكادير بسبب مكالمة هاتفية

الم تكن تحدث صديقا لك في منظر رومانسي وتخبره بمغامراتك وقناعاتك وتوجهاتك فوجدت نفسك في مخفر شرطة بسبب التقاط مكالمتك

انه قليل من كثير. لقد دخل الهاتف النقال حياتنا اليومية وادخل ثقافة جديدة وتعاملا جديدا. لقد كسر أو هو في طريق تكسير نمط من العيش ألفه الكثيرون. نمط لم يكن فيه اعتبار للوقت والمكان.

مكناس 2006