12 janv. 2013

المؤامرة أو الطريق السهل لتبرير فشل حكومة ابن كيران _1_




المتتبع لمسار حكومة بن كيران التي أنتجتها انتخابات 25 نونبر 2012، سيصدم بالطريقة الشعبوية التي يواجه بها مشاكل الوطن والمواطنين، وبحجم التبريرات التي يقدمها لتبرير فشل مؤكد وحتمي والتي تذهب جلها إلى ما أسماه العفاريت والتماسيح والمؤامرة...الخ.
إذا تحرك حزب الأصالة والمعاصرة، واجهه بالتماسيح والعفاريت،
إذا ناضل المعطلون والموظفون، الصق بهم تهمة أيادي خفية تحركهم،
إذا تحركت الجمعيات الحقوقية وفعاليات المجتمع المدني، اعتمد نظرية الدعم الأجنبي لتخريب المجتمع،
إذا احتجت العدل والإحسان وحزب الأمة، والسلفيون في السجون...، كان الاستغراب والمراوغة،

إذا اعترض المواطن على الزيادات وطالب بتحسين أوضاعه، كانت المناورة هي الحل ومحاولة إقناعهم بأن الزيادة في الأسعار هي من أجل تحسين المستوى المعيشي للمواطن المغربي،
إذا خرجت 20 فبراير إلى الشارع للاحتجاج والمطالبة بإطلاق سراح معتقليها، كان الاستثناء المغربي جوابا جاهزا،
فبالنسبة لابن كيران وحكومته، لا فرق بين احتجاجات ومعارضة الأصالة والمعاصرة، والعدل والإحسان، وحزب الأمة، والاشتراكي الموحد، والنهج الديمقراطي، والنقابات العمالية، وجمعيات حقوق الإنسان، والطلبة، والمعطلين، و20 فبراير، والسكان والمواطنين عموما،...، فالكل يضعه وفق منطقه في سلة واحدة: كل من يحتج علي فهو ضدي وهو مع الآخر.
إن هاته النظرة البوشية للأشياء (من بوش)، والتي تعتبر نجاحا مبهرا للمخزن الذي يحاول رسم الخريطة السياسية للوطن، باعتماد تقسيم وسيناريوهات تتيح له استمرارية التحكم في القوت اليومي للمواطنين واستبعاد أي تغيير جذري يستهدف مصالحه الطبقية المرتبطة هيكليا بالدوائر الامبريالية. فالمخزن الذي كان يهيء حزبه لحرث ربوع المغرب، تفاجأ بحجم الالتفاف والمساندة الذي حظيت بها حركة 20 فبراير والتي كادت تطيح بالعديد من رموزه، فالتجأ إلى بنكيران لدرء الخطر مرحليا، واعادة صياغة بديل آخر.
إن النظرة المخزنية (والتي ينخرط فيها بنكيران عن وعي أو بدونه)، ترمي إلى خلق ثنائية في المجتمع: بنكيران ومن معه في جهة، والأصالة والمعاصرة ومن يعارض بنكيران جهة أخرى. وبالتالي فالفشل المرتقب لابن كيران ومن معه، يجب أن يعوض بحزب الدولة. وهذا التعويض يتطلب تهييئا للمجتمع على تقبله وذلك بمحاولة محو الفوارق بين جميع المعارضين وتقديم الأصالة والمعاصرة كقائد لهم من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وكل أشكال ومناحي الهيمنة الإيديولوجية.
لقد قبل بنكيران وحزبه بتزوير الانتخابات مادام هو الفائز،
وقبل التحالف مع الفساد الذي كان ينتقده في التحالف الحكومي الذي شكله،
وقبل بضرب الحريات النقابية والحريات العامة، عبر القفز على القانون واعتماد سياسة الاقتطاع من أجور المضربين، والاعتداء على التظاهرات والمسيرات السلمية للمواطنين وجمعيات المجتمع المدني،
وقبل باستقبال الصهاينة بأرض المغرب والتطبيع مع الكيان الصهيوني،
وقبل بوجود وزير بدون حقيبة في حكومته وهو المنتقد له على طول العقود،
وقبل باستمرار الفساد والعهارة، وبيع الخمور، واحتساب عائداتها في ميزانية الدولة الإسلامية،
وقبل بوجود وزارات سيادة،
وقبل بوفيات المواطنين أمام أبواب المستشفيات بسبب الإملاق والعوز،
وقبل بوفيات الأطفال بسبب البرد، وغياب المستلزمات الصحية والوقائية،
وقبل باقتحام الأمن للجامعات، والمحاكم، والإدارات،
وقبل باستمرار الاغتصاب، والرشوة، ونهب الثروات في البر والبحر والسماء،
وقبل بحكومة ظل تسير البلاد، وحكومة شكلية لا تملك سلطة حقيقية على البلد،
وقبل بنوم النوام في مجلس النواب، وغيابهم،
وقبل بتشريد العمال، والسكان، واستعمال العصا الغليظة ضدهم،
...
لقد قبل بكل مستلزمات عيش المخزن واستمراريته، بل زاد على ذلك بمحاولة تصنيف كل المعارضين لسياسة المخزن في خانة العملاء والعفاريت والتماسيح...
فمن يا ترى يتآمر على الآخر؟

يتبع

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire