18 févr. 2013

محمد بوطاهر: تتمة القراءة الأولية في كتاب "الشيخ أبو يعقوب يوسف الامغاري" لكاتبه اسماعين يعقوبي


نجدد لقاءنا مرة أخرى بكتاب "الشيخ أبو يعقوب يوسف الأمغاري" لصاحبه اسماعين يعقوبي، ونتابع فعل القراءة الاستكشافية التي بدأنا أطوارها في حصة سالفة.

ونشكر بالمناسبة كل الذين تشجموا عناء تتبع الشق الأول من القراءة الأولى، وأسجل هنا بإمعان شديد توضيحا خاصا، ردا على العديد من الأسئلة التي وصلتني على موقعي في م س ن، بخصوص طبيعة ما كتبته آنفا حول كتاب "الشيخ ..."، وأقول : إن القراءة الاستكشافية ليست عملية نقدية بنائية ، وإنما هي عملية تذليـــــلية وتبسيطية لمحتوى الكتاب. وبالتالي فلا مجال لوصف كتابتي بالمحاباة والموالاة للكاتب. فأقلامنا المسلولة بعيدة عن مثل هذه الصغائر. ويبقى هدفنا الأسمى من خلال هذه القراءة هو تنوير العقول وتعميم الفائدة على جميع الفهوم. والشكر طبعا، في هذا العطاء المعرفي لصاحب الكتاب ومبدعه.

4) أبو يعقوب يوسف من خلال بعض الكتب والمصادر التاريخية

يشكل التنقيب عن النسب الحقيقي لأبي يوسف يعقوب ،الذي عليه مدار بحث الكاتب، من أجل وأصعب المهمات المعرفية التي صنعت البحث، خاصة إذا استحضرنا - يقول الكاتب - ما تزيده الرواية الشفهية وبعض المخطوطات من غموض وتشابك وتضارب في الآراء، ص:(73)، وتماثل الحقيقة بالأسطورة في أحايين كثيرة ، ولهذا السبب نفسه آثر الكاتب في هذا الفصل أن يبدأ باستعراض بعض الكتب التي تناولت أبا يوسف يعقوب ، وقام بجرد معطيات لها صلة بمسار قدوم الشيخ ورحلته والعديد من الأسماء المتشابهة لآل الامغاريين اليعقوبيين عموما .

عرض الكاتب في هذا الصدد كلام الشيخ الزموري (ص:74)، وكذا ما كتبه G4 SALAMON،، وعقد مقارنة بين الروايتين والرواية الأخرى ل دولاشابيل (ص:81)، التي تحبل - كما يقول الكاتب في الصفحة ثلاث وثمانين بكثير من التناقض والخيال ، وهي تعطي معلومات مختلفة تماما عن الروايات السابقة. بل إنها تجانب مسار الحقيقة بشكل كبير، وتؤكد أن أبا يعقوب يوسف عاصر إسماعيل العلوي الذي امتد حكمه من ( 1672- م1727)، أي إن أبا يعقوب هو من شيوخ أواخر القرن الحادي عشر. وهو أمر ينفيه كتاب r.henry، الذي تحدث عن شرفاء أبي يعقوب يوسف (ص:84).

يخلص الكاتب من هذا الفصل الشديد المقارنة والقياس في الأسماء المتشابهة التي تزيد من تعقيد تشابهها الروايات المتضاربة، يخلص إلى أن ثمة فراغ كبير وعدم انسجام في الكتب والمراجع التي تحدثت عن أبي يعقوب يوسف ، وهو ما يحتم علينا – يقول الكاتب – إعادة قراءة التاريخ الخاص بأسرة آل أمغار بشكل دقيق.
-) مسار أسرة أبي يعقوب يوسف

تحث الكاتب في هذا الفصل تحديدا عن أسرة أبي يعقوب يوسف وعلاقاتهم بالأسر الحاكمة للمغرب في كل فترة من الفترات المعنية، وما يطبع ذلك من مد وجزر، تصالح واحتقان. وقد بدأ ببداية الادارسة في فاس حين تسلم محمد الحكم بعد وفاة أبيه وقسم المغرب على إخوته ،ص(89)، ثم معاصرة أبي جعفر إسحاق بن اسماعيل أمغار للأمير المرابطي علي بن يوسف إبان مرحلة انتقال الحكم من دولة المرابطين إلى دولة الموحدين، ص(95).

وإذا كانت علاقة الموحدين بآل أمغار لم تخلو من نزاعات وصراعات كما يقول الفقيه الكانوني ص(96)، فان فترة المرينيين عرفت عودة الشرفاء إلى مدينة فاس وإضافة امتيازات مادية لهم (ص99)، وهي حضوة كبيرة - يقول الكاتب – لم تدم طويلا، إذ برزت مشاكل جديدة في أواخر القرن التاسع الهجري /15م، وبالضبط في أواخر الدولة المرينية.

5) شجرة نسب أبي يعقوب يوسف

افتتح الكاتب مراسيم هذا الفصل بذكره أهمية شجرة النسب ومنزلتها الكبيرة لدى الأسر والعائلات، وإنها تحظى بعناية كبيرة ، عناية وصلت حد المبالغة وانتحال مشجرات عديدة مختلفة تبعا لامتيازات وطمعا في الانتساب إلى عائلات لها حظوة ونفوذ. وشجرة أبي يعقوب لم تخرج عن هاته القاعدة. فأثناء بحث الكاتب في الموضوع وجد العديد من المشجرات الخاصة به، وهو ما تطلب منه التدقيق والتمحيص لبناء معطيات تاريخية وعلمية مضبوطة. وبدأ في استعراض هذه المشجرات على الشكل التالي:

أ – الشجرة التي أوردها الشيباني
ب – شجرة قديمة بخط قديم محفوظة عند حفدة أبي عبد الله أمغار.
ج – الشجرة التي أوردها صاحب الدرر البهية والجواهر النبوية
د – الشجرة التي تتحدث عنها الرواية الشفوية الموجودة في بعض الأوراق التي تحمل طابع نقيب الشرفاء الادارسة رشيد مولاي الراوي.
ه – شجرة خاصة حصل عليها الكاتب من أحد أصدقائه في الدراسة كان جده نقيبا للشرفاء اليعقوبيين ص(111).
و – الشجرة التي يحتفظ بها بعض حفدة أبي يعقوب يوسف.
-) دراسة مشجرات النسب لأبي يعقوب يوسف

خلال هذا الفصل حاول أن يبين الكاتب مكمن الإشكال في سلسلة نسب أبي يعقوب يوسف أو ما سماه تحديدا الحلقة المفقودة (ص:113)، وعقد مقارنات دقيقة لمختلف المشجرات التي عرضها في الفصل السابق. ثم أشار بعد ذلك إلى الحقيقة التاريخية لأبي يعقوب يوسف والتي يستعصي تحديدها بشكل مضبوط ، نظرا لوجود ثلاثة أشخاص على الأقل - يقول الكاتب – يحملون الاسم نفسه وينتمون لحقب زمنية مختلفة ومتباعدة، مع وجود خيط رابط بينهم ص(122)، إلا أن أبا يعقوب يوسف هذا الذي لا يوجد دليل ملموس على انه دفين أسول (ص122) قد يكون عمر زمنا بين 855ه/900ه، أي إن وفاته كانت في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري .ص:125.

-- خاتمـــــــــــــــــــــــــــة

خلص الكاتب يعقوبي في كتابه هذا إلى إن الكشف عن الهوية الكاملة والصحيحة لأبي يعقوب تستلزم بحثا أعمق وأشد غوصا، خاصة في ظل غياب مكتبة رسمية بزاوية الشيخ، وكذا تنامي روايات شفهية حابلة بمغالطات كبيرة حول من ينتمي إلى الشيخ من عدمه، ص(126).

وقد نبه كذلك الكاتب في متن هذه الخلاصة إلى أن الأمر أضحى اشد إلحاحا، خصوصا بعد سقوط رواية قدوم الشيخ من الينبوع والتي اكتشف من خلال بحثه أنها خاصة بزمان ومكان آخر.

إن البحث وحده واستعمال الوسائل الحديثة ، وكذا تركيز البحث على أبناء يعقوب وانتشارهم الجغرافي ، يؤكد الكاتب، لهو السبيل القميــــن بكشف حقيقة من يكون شيخ زاوية أسول ، والذي يعد جزءا من تاريخ المنطقة وذاكرتها .

المــــــــــــراجع:

اعتمد الكاتب على مجموعة من المصادر والمراجع، سواء باللغة العربية أو اللغة الفرنسية، وهي عديدة ومتنوعة، وتعكس في العمق ما ينبض به البحث من إثراء وقيمة علمية كبيرين.
انتــــــــــهى.
محمد بوطاهر ، تنغير في : 12/02/2013.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire