23 févr. 2013

بنكيران، لشكر وشباط يضحكون الناس، والمخزن يأكل

 
 كثيرا ما كانت أمي تحكي لنا قصة واقعية تعود لأيام الجوع والخصاص الغذائي. قالت أن زوجة رجل أعدت وجبة عشاء، وبعدما لاحظ الزوج أن الأكل لا يكفي لاثنين وإنما لواحد فقط، عمد إلى القيام بحركات بهلوانية. كان يضع خطوطا على وجهه وينادي زوجته انظري إلى وجهي. تجد المرأة وجها كله خطوط غريبة فتأخذها نوبة من الضحك اللا منتهي. يستغل الرجل المناسبة، فيعمد إلى الزيادة في سرعة الأكل. تستفيق المرأة من هستيرية ضحك فيدخلها في أخرى حتى أنهى الأكل وملأ معدته أو أبعد عنها الخواء إن صح التعبير.

بعد خروج حركة 20 فبراير الى الشارع وفرضها لمطالب محاربة الفساد والمفسدين، والقيام بإصلاحات جوهرية في النظام السياسي وبإعادة النظر في توزيع الثروات الوطنية، وجد المخزن نفسه في وضع لا يحسد عليه، فرموزه أصبحت هدفا لنيران مدفعية الحركة وللحناجر التي ضاقت ذرعا بالسنوات العجاف، سنوات القهر والاستغلال.
وبما أن عبقرية المخزن لا تتوقف، ورغبته الجامحة في الأكل والنهب لا نهاية لها، فقد حاول صنع مهرجين سياسيين يلهون الشعب عن مطالبه الحقيقية ويصبحون حديثا يوميا لهم بدل الحديث في ضروريات ومستلزمات الحياة.
لقد ابتدأت الخطة/الضرورة بوضع ابن كيران على القائمة لامتصاص غضب جزء كبير من الناس، وبداية تحضير باقي المواد الضرورية لانطلاق المسرحية.
لم يستغرق التحضير طويلا، فتم عقد مؤتمرات حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والذين يشهد الجميع على الدور الكبير الذي لعبه المخزن بكل أدواته وتخطيطاته في إيصال لشكر وشباط إلى الكتابة والأمانة العامة.
اكتملت الفرقة، وابتدأ العمل. أصبحت جلسات البرلمان والمستشارين، والمشهد السياسي عموما أشبه بتلك الخطوط الغريبة التي يضعها الرجل فوق وجهه لإضحاك زوجته وإلهائها، مع استغلال الفرصة للأكل.
وبما أن عملية الإلهاء يجب أن تكون جماعية، فالمخزن يستعمل جميع أساليبه وأجهزته لنقل الإحداث وتكبيرها وإعطائها أكثر من حجمها، فبدل العلاقة المباشرة زوج-زوجة، تستعمل التلفزة، الانترنيت، الفايسبوك، اليوتوب، الإعلام المكتوب والمرئي...، الكل في خدمة المخزن حتى يضحك اكثر عدد ممكن من الناس ويلهيهم، فكلما كثر الضاحكون، ازداد أكل المخزن والتهامه لخيرات الوطن والمواطنين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire