20 mars 2013

وأخيرا يتمكن مدير ثانوية أسول من الانتقام من تلميذ




أن تكون مديرا لثانوية تعليمية يعني أولا وأخيرا أن تكون أهلا بالثقة التي وضعتها فيك الوزارة بتدبير شؤون التعليم وتنفيذ مخططاتها محليا، وبالثقة التي وضعها فيك آباء وأولياء التلاميذ الذين يتركون لديك فلذات أكبادهم لساعات طوال كل يوم، وبالثقة التي وضعها فيك التلاميذ أيضا لتمكينهم من تعليم يؤهلهم لولوج مدارس عليا وتأمين مستقبل علمي يليق بمتطلبات العصر.
مدير ثانوية أسول مدير من صنف آخر، فهو لم يكن أهلا للثقة للعناصر الثلاث:
_ بالنسبة للوزارة التي عينته للسهر على برامجها ومخططاتها، يبقى الهدر المدرسي سمة أساسية للثانوية.
فالدراسة عبارة عن عطل تتخللها بعض الأيام الدراسية، حيث المؤسسة تعتبر آخر مؤسسة تنطلق فيها الدراسة وأول مؤسسة تتوقف بها عند اقتراب العطل.
_ بالنسبة للآباء وأولياء التلاميذ، يبقى التخوف سائدا بينهم من تصرفات سادية، وممارسات غريبة تحدث بين الفينة والأخرى وآخرها حادث اقتحام داخلية الفتيات بأسول،
_ بالنسبة للتلاميذ، وهذا هو الخطير، وبدل أن يوفر لهم المدير كل شروط الدراسة ويرقى بمستواهم التعليمي، أصبحت المطاردة أسلوبا في العمل والتعامل، وأصبح تصيد الأخطاء منهجا في التدبير بدل التثقيف والتوعية وحل المشاكل.
فحينما ينسى مدير مؤسسة أنه مسؤول عن كل تلاميذ المؤسسة فردا فردا، مسؤولية تربوية أولا وقبل كل شيء، ويتحول إلى قناص يضع لائحة الضحايا ويبحث في كل وسائل اصطيادهم والانتقام منهم عبر حرمانهم من نعمة التعليم والتعلم، حينها وجب الترحم على العملية والمؤسسة التربوية التي أنجبت أطرا وكفاءات قل نظيرها.
فبعد توعدات سابقة لتلميذ بالمؤسسة، شاءت الأقدار أن يمتثل أمام المدير في اطار مجلس تأديبي لا نناقش قراره بقدر ما نناقش حيثياته وخباياه، فالتلميذ لم يكن لوحده في الحادث الذي ضم فريقين لكرة القدم، وبسبب تصرف متهور تبعه حادث الاعتداء على التلميذ مع كل الملابسات المحيطة به...
فاذا كان هذا هو الوضع، فما مبرر حرمان تلميذ بعينه من الدراسة لمدة شهر مع خصم 10 نقط من المواظبة والسلوك:
فاذا كان القرار عقابا للتلميذ على ولوج المؤسسة يوم الأحد، فهو لم يكن لوحده، بل أعداد كبيرة من التلاميذ وكانوا يمارسون رياضة كرة القدم كما اعتادوا على ذلك،
واذا كانت العقوبة بسبب الخلاف والنزاع الذي وقع مع حارس الداخلية، ولو افترضنا جدلا أن التلميذ أخل بالقوانين، فلا مبرر قانوني وعملي للاعتداء عليه جسديا وأمام مرأى الجميع بمن فيهم أولئك الذين سيحصلون على غذاء إضافي ودانون مقابل التنكر لشهادتهم، وآثار الاعتداء لازالت مسطرة ومحفظة على جسم التلميذ،
واذا كانت العقوبة ضبطا لتصرفات معينة داخل المؤسسة، فواقعة اقتحام داخلية المؤسسة والاعتداء على التلميذات بها لم يكلف صاحبه سوى 5 أيام،
وواقعة سرقة التلفاز، وواقعة الزيت، وواقعة هدم سور بالمؤسسة لم تكلف أصحابها شيئا،
أما اذا كانت العقوبة انتقاما واستحضارا لملف الإضرابات التي قادها التلميذ سفيان يعقوبي ضد الأوضاع المأساوية والمزرية التي تعيشها المؤسسة، فنقول للمدير هنيئا لك فقد انتقمت انتقام الجبناء، ونقول لسفيان إن رفاقك دفعوا أرواحهم وسنوات عمرهم وراء القضبان ضريبة التمرد على الطغيان والاستغلال.
فتبا للجبناء، وليحيا مناضلو الشعب المغربي الحر.   

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire