13 mai 2016

انغلاق دورة نقابة



دون الخوض في مجموعة من الأمور والاحداث المتصلة بالموضوع، فان اشراك الاتحاد الاشتراكي في حكومة التناوب والانشقاق الداخلي الذي أعقب ذلك كنتاج موضوعي لواقع مختلف مكوناته ومدى انسجام مصالحها مع مصالح الدولة والطبقات المسيطة والمستغلة، أفضى الى انشاء جمعيات وتنظيمات موازية تحقق هدفين أساسيين:

1-    اضعاف المعارضين للتجربة من داخل الحزب والتنظيمات الموازية،
2-    تسويق السياسة الحكومية وجعلها هي الممكن والواقعي في ظل الأوضاع والظروف التي يعيشها البلد.
واذا كان المشروع صعب التنزيل، فكان لزاما اللعب على ثلاث مستويات في مختلف التنظيمات ومنها النقابة:
1-    الحزبي بالنسبة للأعضاء المنضبطين لخط الحزب والمساندين للتجربة دون تحفظ لارتباطات مصلحية أو ايديولوجية سياسية،
2-    الديمقراطي لاستقطاب الغاضبين من طريقة سير الامور في النقابة وعلى مستوى مختلف التنظيمات والجمعيات،
3-    المنافع أو وهمها بالنسبة للحاملين بتحسين أوضاعهم الخاصة في ظل ما سمي بحكومة التناوب.
وقد ترتب عن هاته الأوضاع تنظيمات بمتناقضات داخلية ساهمت حداثة التجربة وحجم الآمال المعلقة على تأجيل الخوض في العديد منها، كما شكل حجم المستفيدين من التجربة في المناصب والمسؤوليات والفتات مهما قل أو كثر عنصرا في اخفاء العديد من مظاهر الأزمة الساكتة التي لازمت النشأة.
وترتب عن هذه التناقضات وضع أهداف عامة وفضفاضة وقوانين متقدمة شكلا تقطع مع مختلف الاشكال التي كانت سائدة الى ذاك العهد في المجال السياسي والنقابي من قبيل محاربة الخلود في المسؤولية، النزاهة، الشفافية، الديمقراطية....
وحين بدأت سفينة الاتحاد تغرق بعد أن أدت مهمتها المرسومة لها من طرف الدولة، تحركت المستويات الثلاث التي اشتغلت عليها النقابة حيث سارعت العناصر المرتبطة بالمنافع والفتات الى مغادرة السفينة مع أولى الهزات والتحقت بالممسكين بزمام المصالح في محاولة ثانية للظفر بمنصب أو مصلحة، بينما تحركت العناصر الحزبية لتطويق النقابة واخضاعها لمنطق التبعية الحزبية بعد ان استهلك خطاب الديمقراطية لمدة فاقت عقد من الزمن.
الحلقة القوية في التنظيم، حلقة المدافعين عن الديمقراطية والشفافية والنزاهة وجدت نفسها غريبة عن تنظيم شيدته محكمة محكمة، ممرا ممرا، دائرة دائرة.
فرغم كل المحاولات ، وكل التنازلات التي قدموها، فان الحزبي كان سدا منيعا أمام محاولاتهم ونضالاتهم، ما جعلهم يعلنون بصوت مرتفع عن انسحابهم مكرهين من تنظيم تخيلوه في وقت من الأوقات مختلفا عما هو موجود.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire