21 déc. 2013

الانتفاضات الشعبية تدق الأبواب

   كل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية في تراجع مستمر منذ تنصيب الحكومة الملتحية: البطالة، الفقر، الهشاشة الاقتصادية، الأسعار.... في تزايد مستمر، القدرة الشرائية للشغيلة وعموم الشعب في تدهور مستمر. وفي المقابل كل مظاهر الفساد والاغتناء الفاحش لحفنة من الاستغلاليين في تطور مثير للغرابة.

رغم كل الرسائل الموجهة إلى الحكومة الملتحية من طرف النقابات والأحزاب السياسية (مسيرة الكونفدرالية والفدرالية الديموقراطية للشغل بالدار البيضاء، اليوم الاحتجاجي لأحزاب تحالف اليسار)، ورغم كل الحركات الاحتجاجية بالشارع (وقفات، مسيرات، إضرابات...)، إلا أن الحكومة مستمرة في عنتريتها وتتباهى بقمع الكل، واستهداف الشغيلة في قوتها اليومي عبر الاقتطاعات اللامشروعة من أجرها، الشيء الذي اثر بشكل كبير على الإضرابات والاحتجاجات مؤقتا.

إن مثل هاته الأوضاع، والتي استطاع الشعب المغربي بقيادة قواه الحية من تجاوزها وفي أحلك الظروف لم تستطع الحكومة الملتحية استيعابها بل ابتدعت طريقة التكفير النضالي عبر جعل الكل في خانة العفاريت والتماسيح.

فالعامل المشرد الذي يدافع عن حقه في العمل تمساح وعفريت، وكذلك الطالب الذي يبحث عن منحة ومقعد دراسي، والموظف الذي يدافع عن ملف مطلبي، والمستثمر الذي أثقلت الضرائب والرشوة والزبونية كاهله، والسياسي الذي يبحث عن هواء الحريات والحقوق... كل هؤلاء وبمنطق تكفيري ملتح عفاريت وتماسيح.

    وللتغطية على هذا المنطق التكفيري، تلجأ الجماعة الملتحية إلى أطروحة الشرعية الانتخابية وثقة الناخبين الذين صوتوا لفائدتهم، هؤلاء وبلغة الأرقام لا يتعدون مليون مواطن في بلد ساكنته أكثر من أربعين مليونا نسمة.

    ونظرا لصعوبة استيعاب خطاب الإشارات السياسية من طرف الجماعة الملتحية المتأسلمة، سنتحدث إليهم بلغة تسيير المنزل التي يجيدون الحديث عنها بدل تسيير الدولة المفترض أن يشتغلوا به.

    فكما أن رب المنزل لا يمكن أن ينفق أكثر مما لديه (لغة الجماعة)، فرب المنزل الذي لا يحسن تدبير الموارد والكشف عن الموارد الحقيقية يعيش أبناءه وزوجته في ذل، وفي جوع مستمر مما يدفعهم إلى مغادرة البيت والتعاطي لكل أنواع الفساد والمخدرات أو ينضمون لكل الثائرين على أوضاع بيوتهم وتصرفات آبائهم... حتى يصبحوا خارجين عن سلطة الأب (أي العقوق بلغة الجماعة)، وحينها سيعتدون على ممتلكات الغير قصد العيش وتوفير لقمة العيش، وبعد تمكن المخدرات والفساد والرشوة منهم، سينقلبون على الأب وقد يدخلون في حالة غير مستقرة تجعلهم يستهدفون منزل الأب بسبب المهلوسات الصعبة.

    بنقل هذا المنطق الأسري إلى منطق الدولة، فالضغط على الشعب وقطع أنفاسه بطرق شتى سيخرجه إلى الشارع. ولما كان الخروج "الإصلاحي" قد تم عزله عن الشعب بعد ركونه وعدم قدرته على مجابهة والتصدي للإجراءات اللاشعبية للحكومة الملتحية، وقيادة الجماهير، سيجعل هاته الأخيرة تتجاوزه وتتجاوز الحكومة. قد لا يكون التجاوز منظما لكنه حتمي وآنذاك سيعيد التاريخ نفسه بشكل من الأشكال. فهمتوني ولا لا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire